كتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من البعثة الى الهجرةالكتب والموسوعات العامة

كتاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من البعثة الى الهجرة

يختلف المؤرخون في الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين نزل عليه الوحي هل أربعين أم ثلاث و أربعين واختلفوا في اليوم الذي نزل فيه الوحي: السابع أو الثامن عشر أو الرابع والعشرين واختلفوا أيضا في كيفية تلقي الرسول للوحي، وهل كان في اليقظة أم في المنام؟ ولكن الصحيح أن الوحي نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين السابع من رمضان للسنة الثالثة عشرة قبل الهجرة أو الحادية والأربعين من مولده فيكون عمره بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر وثمانية أيام وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر وثمانية أيام وذلك يوافق السادس من أغسطس سنة 160 ميلادية نزل جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في غار حراء فقال: اقرأ قال: ما أنا بقارئ يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -،: فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني فقال: أقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِن عَلَقٍ, * اقرَأ وَرَبٌّكَ الأَكرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَم يَعلَم فرجع بها الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده فدخل على زوجته خديجة - رضى الله عنها - فقال زملونى، فزملته، حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة بعد أن أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله ابدا إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق انطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد عبد العزى وكان عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان شيخا كبير قد عمى، فقالت له يا بن عم اسمع من أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس (أي جبريل أو الوحي) الذي نزل على موسى ياليتنى كنت جذعا (شابا قويا) ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم: قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدر كني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحي واشتد ذلك على رسول الله فكان يجوب شعاب مكة ويصعد جبالها عله يقابل الملك الذى جاءه بالغار، ولم يلبث أن نزل الوحى عليه مرة أخرى يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينما أنا أمشى إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملونى زملونى فأنزل الله - عز وجل -: يَا أَيٌّهَا المُدَّثِّرُ * قُم فَأَنذِر إلى قوله: وَالرٌّجزَ فَاهجُر فحمي الوحي وتواتر وحاول محترفوا التشكيك فى الإسلام أن يزيفوا حقيقة الوحى الإلهية ويقولون أنه مرحلة متقدمة من مراحل الصفاء النفسى لمحمد عليه الصلاة و السلام بمعنى أن محمدا أمعن فكره وأطال تأمله حتى تكونت عنده عقيدة يراها كفيلة بالقضاء على الوثنية، فدعا الناس إليها وهم بذلك يريدون أن يشككوا المسلمين فى حقيقة دينهم وإن ما أتى به محمد ليس من ربه وإنما من عند نفسه، وهم إن نجحوا فى ذلك انهدمت العقيدة الإسلامية وهذا كل ما يأملون وفى محاولة للرد على هؤلاء يقول الدكتور البوطى لقد فوجئ محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو فى غار حراء بجبريل أمامه يراه بعينة، وهو يقول له أقرا، حتى يتبين أن ظاهرة الوحى ليست أمرا ذاتيا داخليا مردة إلى حديث النفس المجرد وإنما هى إستقبال وتلق لحقيقة خارجية لا علاقة لها بالنفس وداخل الذات. وضم الملك إياه إرسالة ثلاثة مرات قائلا فى كل مرة: أقرا يعتبر تأكيدا لهذا التلقى الخارجي ومبالغة فى ما قد يتصور من أن الامر لا يعد كونه خيالا داخليا فقط ولقد داخله الخوف والرعب مما سمع ورأى حتى أنه قطع خلوته فى الغار وأسرع عائدا إلى البيت يرجف فؤاده مما يدل على أن ظاهر الوحى هذه لم تأت منسجمة أو متممة لشيء مما قد يتصوره أو يخطر فى باله، وإنما طرأت طروءا مثيرا على حياته وفوجئ بها دون أي توقع سابق ثم إن شيئا من حالات الإلهام أو حديث النفس أو الإشراف الروحي أو التأملات العلوية، لا يستدعى الخوف والرعب وامتقاع اللون. وليس ثمة أي انسجام بين التدريج والتأمل من ناحية ومفاجأة الخوف والرعب من ناحية أخرى، وإلا لاقتضى ذلك أن يعيش عامة المفكرين والمتأملين نهبا لدفعات من الرعب والخوف المفاجئة المتلاحقة وقد كان الله - عز وجل - قادرا على أن يربط على قلب رسوله ويطمئن نفسه بأن هذا الذي كلمة ليس إلا جبريل: ملك من ملائكة الله جاء ليخبره أنه رسول الله إلى الناس- ولكن الحكمة الإلهية الباهرة تريد إظهار الانفصال التام بين شخصية محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة وشخصيته بعدها وبيان أن شيئا من أركان العقيدة الإسلامية والتشريع الإسلامي لم يطبخ فى ذهن الرسول - عليه الصلاة والسلام - مسبقا ولم يتصور الدعوة إليه سلفا لقد قضت الحكمة الإلهية أن يحتجب عنه الملك الذي رآه لأول مرة في غار حراء مدة طويلة وأن يستبد به القلق من ذلك، ثم يتحول القلق لديه إلي خوف في نفسه من أن يكون الله - عز وجل - قد قلاه بعد أن أراد أن يشرفه بالوحي والرسالة، لسوء قد صدر منه حتى لقد ضاقت الدنيا عليه وراحت تحدثه نفسه كلما وصل إلى ذروة جبل أن يلقى منها!! إلى أن رأى ذات يوم الملك الذي رآه في حراء ملأ شكله ما بين السماء والأرض يقول: يا محمد أنت رسول الله إلى الناس فعاد مرة أخرى وقد استبد به الخوف والرعب إلى البيت حيث نزل عليه قوله - تعالى -: ( يَا أَيٌّهَا المُدَّثِّرُ * قُم فَأَنذِر ) وإذا فإن حديث بدء الوحي على النحو الذي ورد فى الحديث الثابت الصحيح ينطوي على تهديم كل ما يحاول المشككون تخييله إلى الناس في أمر الوحي والنبوة التي أكرم الله بها محمدا عليه والصلاة والسلام وإذا تبين لك أدركت مدى الحكمة الالهية العظيمة في أن تكون بداءة الوحي على النحو الذي أراده - عز وجل - وربما عاد بعد ذلك محترفوا التشكيك، يسألون: فلماذا كان ينزل عليه - صلى الله عليه وسلم - الوحي بعد ذلك وهو بين الكثير من أصحابه فلا يري الملك أحد منهم سواه؟ والجواب أنه ليس من شروط وجود الموجودات أن ترى بالأبصار، إذ أن وسيلة الابصار فينا محدودة بحد معين وإلا لاقتضى ذلك أن يصبح الشيء معدوما إذا ابتعد عن البصر بعدا يمنع من رؤيته. على أن من اليسر على الله جل جلاله- وهو الخالق لهذه العيون المبصرة- أن يزيد فى قوة ما شاء منها فيرى ما لا تراه العيون الأخرى ثم إن استمرار الوحي بعد ذلك يجعل نفس الدلالة على حقيقة الوحي وأنه ليس كما أراد المشككون، ظاهرة نفسية محضة، ونستطيع أن نجمل هذه الدلالة فيما يلي : أولا: التميز الواضح بين القرآن والحديث إذ كان يأمر بتسجيل الأول فورا على حين يكتفي بأن يستودع الثاني ذاكرة أصحابه لا لأن الحديث كلام من عنده لا علاقة للنبوة به، بل لأن القرآن موحى به إليه بنفس اللفظ والحروف بواسطة جبريل - عليه السلام - أما الحديث فمعناه وحي من الله - عز وجل -، ولكن لفظه وتركيبة من عنده - عليه السلام -، فكان يحازر أن يختلط كلام الله - عز وجل - الذي يتلقاه من جبريل بكلامه هو ثانيا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن بعض الأمور، فلا يجيب عليها، وربما مر على سكوته زمن طويل، حتى إذا نزلت آية من القرآن في شأن ذلك السؤال، طلب السائل وتلا عليه ما أنزل من القرآن في شأن سؤاله، وربما تصرف الرسول في بعض الأمور على وجه معين فتنزل آيات من القرآن تصرفه عن ذلك الوجه وربما انطوت على عتاب ولوم ثالثا: كان الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميا..وليس من الممكن أن يعلم إنسان بواسطة المكاشفة النفسية حقائق تاريخية، كقصة يوسف وأم موسى حينما ألقت وليدها في اليم وقصة فرعون ولقد كان هذا من جملة الحكم في كونه - صلى الله عليه وسلم - أمياً وَمَا كُنتَ تَتلُو مِن قَبلِهِ مِن كِتَابٍ, وَلا تَخُطٌّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارتَابَ المُبطِلُونَ
شوقي أبو خليل - دكتور شوقي أبو خليل ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإنسان بين العلم والدين ❝ ❞ أطلس السيرة النبوية ❝ ❞ أطلس الحديث النبوي ❝ ❞ في التاريخ الإسلامي ❝ ❞ تسامح الإسلام وتعصب خصومه ❝ ❞ الإسلام وكفى ❝ ❞ كارل بروكلمان في الميزان ❝ ❞ في التاريخ الإسلامي ❝ ❞ هارون الرشيد ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الفكر المعاصر ❝ ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفكر ناشرون وموزعون ❝ ❞ كلية الدعوة الإسلامية طرابلس ❝ ❱
من كتب ادب الحديث أدبية متنوعة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

وصف الكتاب : يختلف المؤرخون في الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين نزل عليه الوحي هل أربعين أم ثلاث و أربعين واختلفوا في اليوم الذي نزل فيه الوحي: السابع أو الثامن عشر أو الرابع والعشرين واختلفوا أيضا في كيفية تلقي الرسول للوحي، وهل كان في اليقظة أم في المنام؟ ولكن الصحيح أن الوحي نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين السابع من رمضان للسنة الثالثة عشرة قبل الهجرة أو الحادية والأربعين من مولده فيكون عمره بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر وثمانية أيام وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر وثمانية أيام وذلك يوافق السادس من أغسطس سنة 160 ميلادية

نزل جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في غار حراء

فقال: اقرأ

قال: ما أنا بقارئ

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -،: فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني

فقال: أقرأ

فقلت: ما أنا بقارئ

فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني

فقال: اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِن عَلَقٍ, * اقرَأ وَرَبٌّكَ الأَكرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَم يَعلَم فرجع بها الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده فدخل على زوجته خديجة - رضى الله عنها - فقال زملونى، فزملته، حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة بعد أن أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله ابدا إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق



انطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد عبد العزى وكان عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان شيخا كبير قد عمى، فقالت له يا بن عم اسمع من أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس (أي جبريل أو الوحي) الذي نزل على موسى ياليتنى كنت جذعا (شابا قويا) ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم: قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدر كني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحي



واشتد ذلك على رسول الله فكان يجوب شعاب مكة ويصعد جبالها عله يقابل الملك الذى جاءه بالغار، ولم يلبث أن نزل الوحى عليه مرة أخرى يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينما أنا أمشى إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملونى زملونى فأنزل الله - عز وجل -: يَا أَيٌّهَا المُدَّثِّرُ * قُم فَأَنذِر إلى قوله: وَالرٌّجزَ فَاهجُر فحمي الوحي وتواتر



وحاول محترفوا التشكيك فى الإسلام أن يزيفوا حقيقة الوحى الإلهية ويقولون أنه مرحلة متقدمة من مراحل الصفاء النفسى لمحمد عليه الصلاة و السلام بمعنى أن محمدا أمعن فكره وأطال تأمله حتى تكونت عنده عقيدة يراها كفيلة بالقضاء على الوثنية، فدعا الناس إليها وهم بذلك يريدون أن يشككوا المسلمين فى حقيقة دينهم وإن ما أتى به محمد ليس من ربه وإنما من عند نفسه، وهم إن نجحوا فى ذلك انهدمت العقيدة الإسلامية وهذا كل ما يأملون وفى محاولة للرد على هؤلاء يقول الدكتور البوطى

لقد فوجئ محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو فى غار حراء بجبريل أمامه يراه بعينة، وهو يقول له أقرا، حتى يتبين أن ظاهرة الوحى ليست أمرا ذاتيا داخليا مردة إلى حديث النفس المجرد وإنما هى إستقبال وتلق لحقيقة خارجية لا علاقة لها بالنفس وداخل الذات. وضم الملك إياه إرسالة ثلاثة مرات قائلا فى كل مرة: أقرا يعتبر تأكيدا لهذا التلقى الخارجي ومبالغة فى ما قد يتصور من أن الامر لا يعد كونه خيالا داخليا فقط



ولقد داخله الخوف والرعب مما سمع ورأى حتى أنه قطع خلوته فى الغار وأسرع عائدا إلى البيت يرجف فؤاده مما يدل على أن ظاهر الوحى هذه لم تأت منسجمة أو متممة لشيء مما قد يتصوره أو يخطر فى باله، وإنما طرأت طروءا مثيرا على حياته وفوجئ بها دون أي توقع سابق



ثم إن شيئا من حالات الإلهام أو حديث النفس أو الإشراف الروحي أو التأملات العلوية، لا يستدعى الخوف والرعب وامتقاع اللون. وليس ثمة أي انسجام بين التدريج والتأمل من ناحية ومفاجأة الخوف والرعب من ناحية أخرى، وإلا لاقتضى ذلك أن يعيش عامة المفكرين والمتأملين نهبا لدفعات من الرعب والخوف المفاجئة المتلاحقة



وقد كان الله - عز وجل - قادرا على أن يربط على قلب رسوله ويطمئن نفسه بأن هذا الذي كلمة ليس إلا جبريل: ملك من ملائكة الله جاء ليخبره أنه رسول الله إلى الناس- ولكن الحكمة الإلهية الباهرة تريد إظهار الانفصال التام بين شخصية محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة وشخصيته بعدها وبيان أن شيئا من أركان العقيدة الإسلامية والتشريع الإسلامي لم يطبخ فى ذهن الرسول - عليه الصلاة والسلام - مسبقا ولم يتصور الدعوة إليه سلفا



لقد قضت الحكمة الإلهية أن يحتجب عنه الملك الذي رآه لأول مرة في غار حراء مدة طويلة وأن يستبد به القلق من ذلك، ثم يتحول القلق لديه إلي خوف في نفسه من أن يكون الله - عز وجل - قد قلاه بعد أن أراد أن يشرفه بالوحي والرسالة، لسوء قد صدر منه حتى لقد ضاقت الدنيا عليه وراحت تحدثه نفسه كلما وصل إلى ذروة جبل أن يلقى منها!! إلى أن رأى ذات يوم الملك الذي رآه في حراء ملأ شكله ما بين السماء والأرض يقول: يا محمد أنت رسول الله إلى الناس فعاد مرة أخرى وقد استبد به الخوف والرعب إلى البيت حيث نزل عليه قوله - تعالى -: ( يَا أَيٌّهَا المُدَّثِّرُ * قُم فَأَنذِر ) وإذا فإن حديث بدء الوحي على النحو الذي ورد فى الحديث الثابت الصحيح ينطوي على تهديم كل ما يحاول المشككون تخييله إلى الناس في أمر الوحي والنبوة التي أكرم الله بها محمدا عليه والصلاة والسلام وإذا تبين لك أدركت مدى الحكمة الالهية العظيمة في أن تكون بداءة الوحي على النحو الذي أراده - عز وجل - وربما عاد بعد ذلك محترفوا التشكيك، يسألون: فلماذا كان ينزل عليه - صلى الله عليه وسلم - الوحي بعد ذلك وهو بين الكثير من أصحابه فلا يري الملك أحد منهم سواه؟



والجواب أنه ليس من شروط وجود الموجودات أن ترى بالأبصار، إذ أن وسيلة الابصار فينا محدودة بحد معين وإلا لاقتضى ذلك أن يصبح الشيء معدوما إذا ابتعد عن البصر بعدا يمنع من رؤيته. على أن من اليسر على الله جل جلاله- وهو الخالق لهذه العيون المبصرة- أن يزيد فى قوة ما شاء منها فيرى ما لا تراه العيون الأخرى

ثم إن استمرار الوحي بعد ذلك يجعل نفس الدلالة على حقيقة الوحي وأنه ليس كما أراد المشككون، ظاهرة نفسية محضة، ونستطيع أن نجمل هذه الدلالة فيما يلي :



أولا: التميز الواضح بين القرآن والحديث إذ كان يأمر بتسجيل الأول فورا على حين يكتفي بأن يستودع الثاني ذاكرة أصحابه لا لأن الحديث كلام من عنده لا علاقة للنبوة به، بل لأن القرآن موحى به إليه بنفس اللفظ والحروف بواسطة جبريل - عليه السلام - أما الحديث فمعناه وحي من الله - عز وجل -، ولكن لفظه وتركيبة من عنده - عليه السلام -، فكان يحازر أن يختلط كلام الله - عز وجل - الذي يتلقاه من جبريل بكلامه هو



ثانيا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن بعض الأمور، فلا يجيب عليها، وربما مر على سكوته زمن طويل، حتى إذا نزلت آية من القرآن في شأن ذلك السؤال، طلب السائل وتلا عليه ما أنزل من القرآن في شأن سؤاله، وربما تصرف الرسول في بعض الأمور على وجه معين فتنزل آيات من القرآن تصرفه عن ذلك الوجه وربما انطوت على عتاب ولوم



ثالثا: كان الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميا..وليس من الممكن أن يعلم إنسان بواسطة المكاشفة النفسية حقائق تاريخية، كقصة يوسف وأم موسى حينما ألقت وليدها في اليم وقصة فرعون ولقد كان هذا من جملة الحكم في كونه - صلى الله عليه وسلم - أمياً وَمَا كُنتَ تَتلُو مِن قَبلِهِ مِن كِتَابٍ, وَلا تَخُطٌّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارتَابَ المُبطِلُونَ


للكاتب/المؤلف : شوقي أبو خليل .
دار النشر : دار الفكر المعاصر .
سنة النشر : 2001م / 1422هـ .
عدد مرات التحميل : 718 مرّة / مرات.
تم اضافته في : الإثنين , 10 مايو 2021م.
حجم الكتاب عند التحميل : 17.9 ميجا بايت .

ولتسجيل ملاحظاتك ورأيك حول الكتاب يمكنك المشاركه في التعليقات من هنا:

يختلف المؤرخون في الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين نزل عليه الوحي هل أربعين أم ثلاث و أربعين واختلفوا في اليوم الذي نزل فيه الوحي: السابع أو الثامن عشر أو الرابع والعشرين واختلفوا أيضا في كيفية تلقي الرسول للوحي، وهل كان في اليقظة أم في المنام؟ ولكن الصحيح أن الوحي نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين السابع من رمضان للسنة الثالثة عشرة قبل الهجرة أو الحادية والأربعين من مولده فيكون عمره بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر وثمانية أيام وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر وثمانية أيام وذلك يوافق السادس من أغسطس سنة 160 ميلادية

نزل جبريل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في غار حراء

فقال: اقرأ

قال: ما أنا بقارئ

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -،: فغطني حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني

فقال: أقرأ

فقلت: ما أنا بقارئ

فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني

فقال: اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِن عَلَقٍ, * اقرَأ وَرَبٌّكَ الأَكرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَم يَعلَم فرجع بها الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده فدخل على زوجته خديجة - رضى الله عنها - فقال زملونى، فزملته، حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة بعد أن أخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله ابدا إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق

 

انطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد عبد العزى وكان عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان شيخا كبير قد عمى، فقالت له يا بن عم اسمع من أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس (أي جبريل أو الوحي) الذي نزل على موسى ياليتنى كنت جذعا (شابا قويا) ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم: قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدر كني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم يلبث ورقة أن توفى وفتر الوحي

 

واشتد ذلك على رسول الله فكان يجوب شعاب مكة ويصعد جبالها عله يقابل الملك الذى جاءه بالغار، ولم يلبث أن نزل الوحى عليه مرة أخرى يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينما أنا أمشى إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت بصري فاذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه، فرجعت فقلت: زملونى زملونى فأنزل الله - عز وجل -: يَا أَيٌّهَا المُدَّثِّرُ * قُم فَأَنذِر إلى قوله: وَالرٌّجزَ فَاهجُر فحمي الوحي وتواتر

 

وحاول محترفوا التشكيك فى الإسلام أن يزيفوا حقيقة الوحى الإلهية ويقولون أنه مرحلة متقدمة من مراحل الصفاء النفسى لمحمد عليه الصلاة و السلام بمعنى أن محمدا أمعن فكره وأطال تأمله حتى تكونت عنده عقيدة يراها كفيلة بالقضاء على الوثنية، فدعا الناس إليها وهم بذلك يريدون أن يشككوا المسلمين فى حقيقة دينهم وإن ما أتى به محمد ليس من ربه وإنما من عند نفسه، وهم إن نجحوا فى ذلك انهدمت العقيدة الإسلامية وهذا كل ما يأملون وفى محاولة للرد على هؤلاء يقول الدكتور البوطى

لقد فوجئ محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو فى غار حراء بجبريل أمامه يراه بعينة، وهو يقول له أقرا، حتى يتبين أن ظاهرة الوحى ليست أمرا ذاتيا داخليا مردة إلى حديث النفس المجرد وإنما هى إستقبال وتلق لحقيقة خارجية لا علاقة لها بالنفس وداخل الذات. وضم الملك إياه إرسالة ثلاثة مرات قائلا فى كل مرة: أقرا يعتبر تأكيدا لهذا التلقى الخارجي ومبالغة فى ما قد يتصور من أن الامر لا يعد كونه خيالا داخليا فقط

 

ولقد داخله الخوف والرعب مما سمع ورأى حتى أنه قطع خلوته فى الغار وأسرع عائدا إلى البيت يرجف فؤاده مما يدل على أن ظاهر الوحى هذه لم تأت منسجمة أو متممة لشيء مما قد يتصوره أو يخطر فى باله، وإنما طرأت طروءا مثيرا على حياته وفوجئ بها دون أي توقع سابق

 

ثم إن شيئا من حالات الإلهام أو حديث النفس أو الإشراف الروحي أو التأملات العلوية، لا يستدعى الخوف والرعب وامتقاع اللون. وليس ثمة أي انسجام بين التدريج والتأمل من ناحية ومفاجأة الخوف والرعب من ناحية أخرى، وإلا لاقتضى ذلك أن يعيش عامة المفكرين والمتأملين نهبا لدفعات من الرعب والخوف المفاجئة المتلاحقة

 

وقد كان الله - عز وجل - قادرا على أن يربط على قلب رسوله ويطمئن نفسه بأن هذا الذي كلمة ليس إلا جبريل: ملك من ملائكة الله جاء ليخبره أنه رسول الله إلى الناس- ولكن الحكمة الإلهية الباهرة تريد إظهار الانفصال التام بين شخصية محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة وشخصيته بعدها وبيان أن شيئا من أركان العقيدة الإسلامية والتشريع الإسلامي لم يطبخ فى ذهن الرسول - عليه الصلاة والسلام - مسبقا ولم يتصور الدعوة إليه سلفا

 

لقد قضت الحكمة الإلهية أن يحتجب عنه الملك الذي رآه لأول مرة في غار حراء مدة طويلة وأن يستبد به القلق من ذلك، ثم يتحول القلق لديه إلي خوف في نفسه من أن يكون الله - عز وجل - قد قلاه بعد أن أراد أن يشرفه بالوحي والرسالة، لسوء قد صدر منه حتى لقد ضاقت الدنيا عليه وراحت تحدثه نفسه كلما وصل إلى ذروة جبل أن يلقى منها!! إلى أن رأى ذات يوم الملك الذي رآه في حراء ملأ شكله ما بين السماء والأرض يقول: يا محمد أنت رسول الله إلى الناس فعاد مرة أخرى وقد استبد به الخوف والرعب إلى البيت حيث نزل عليه قوله - تعالى -: ( يَا أَيٌّهَا المُدَّثِّرُ * قُم فَأَنذِر ) وإذا فإن حديث بدء الوحي على النحو الذي ورد فى الحديث الثابت الصحيح ينطوي على تهديم كل ما يحاول المشككون تخييله إلى الناس في أمر الوحي والنبوة التي أكرم الله بها محمدا عليه والصلاة والسلام وإذا تبين لك أدركت مدى الحكمة الالهية العظيمة في أن تكون بداءة الوحي على النحو الذي أراده - عز وجل - وربما عاد بعد ذلك محترفوا التشكيك، يسألون: فلماذا كان ينزل عليه - صلى الله عليه وسلم - الوحي بعد ذلك وهو بين الكثير من أصحابه فلا يري الملك أحد منهم سواه؟

 

والجواب أنه ليس من شروط وجود الموجودات أن ترى بالأبصار، إذ أن وسيلة الابصار فينا محدودة بحد معين وإلا لاقتضى ذلك أن يصبح الشيء معدوما إذا ابتعد عن البصر بعدا يمنع من رؤيته. على أن من اليسر على الله جل جلاله- وهو الخالق لهذه العيون المبصرة- أن يزيد فى قوة ما شاء منها فيرى ما لا تراه العيون الأخرى

ثم إن استمرار الوحي بعد ذلك يجعل نفس الدلالة على حقيقة الوحي وأنه ليس كما أراد المشككون، ظاهرة نفسية محضة، ونستطيع أن نجمل هذه الدلالة فيما يلي :

 

أولا: التميز الواضح بين القرآن والحديث إذ كان يأمر بتسجيل الأول فورا على حين يكتفي بأن يستودع الثاني ذاكرة أصحابه لا لأن الحديث كلام من عنده لا علاقة للنبوة به، بل لأن القرآن موحى به إليه بنفس اللفظ والحروف بواسطة جبريل - عليه السلام - أما الحديث فمعناه وحي من الله - عز وجل -، ولكن لفظه وتركيبة من عنده - عليه السلام -، فكان يحازر أن يختلط كلام الله - عز وجل - الذي يتلقاه من جبريل بكلامه هو

 

ثانيا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن بعض الأمور، فلا يجيب عليها، وربما مر على سكوته زمن طويل، حتى إذا نزلت آية من القرآن في شأن ذلك السؤال، طلب السائل وتلا عليه ما أنزل من القرآن في شأن سؤاله، وربما تصرف الرسول في بعض الأمور على وجه معين فتنزل آيات من القرآن تصرفه عن ذلك الوجه وربما انطوت على عتاب ولوم

 

ثالثا: كان الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أميا..وليس من الممكن أن يعلم إنسان بواسطة المكاشفة النفسية حقائق تاريخية، كقصة يوسف وأم موسى حينما ألقت وليدها في اليم وقصة فرعون ولقد كان هذا من جملة الحكم في كونه - صلى الله عليه وسلم - أمياً وَمَا كُنتَ تَتلُو مِن قَبلِهِ مِن كِتَابٍ, وَلا تَخُطٌّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارتَابَ المُبطِلُونَ

الادب- الادباء- ادبية متنوعة-ادب الحديث- ادب الطفل



نوع الكتاب : pdf.
اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من البعثة الى الهجرة
 شوقي أبو خليل
شوقي أبو خليل
Shawky Abu Khalil
دكتور شوقي أبو خليل ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الإنسان بين العلم والدين ❝ ❞ أطلس السيرة النبوية ❝ ❞ أطلس الحديث النبوي ❝ ❞ في التاريخ الإسلامي ❝ ❞ تسامح الإسلام وتعصب خصومه ❝ ❞ الإسلام وكفى ❝ ❞ كارل بروكلمان في الميزان ❝ ❞ في التاريخ الإسلامي ❝ ❞ هارون الرشيد ❝ الناشرين : ❞ دار الفكر للطباعة والنشر بسوريا ❝ ❞ دار الفكر المعاصر ❝ ❞ دار النفائس للنشر والتوزيع ❝ ❞ دار الفكر ناشرون وموزعون ❝ ❞ كلية الدعوة الإسلامية طرابلس ❝ ❱.



كتب اخرى في كتب ادب الحديث

التفسير الواضح الميسر PDF

قراءة و تحميل كتاب التفسير الواضح الميسر PDF مجانا

هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم PDF

قراءة و تحميل كتاب هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم PDF مجانا

الكنز المفقود PDF

قراءة و تحميل كتاب الكنز المفقود PDF مجانا

محمد نبى الاسلام PDF

قراءة و تحميل كتاب محمد نبى الاسلام PDF مجانا

صفات النبى صلى الله عليه وسلم PDF

قراءة و تحميل كتاب صفات النبى صلى الله عليه وسلم PDF مجانا

احك لطفلك عن رسول الله PDF

قراءة و تحميل كتاب احك لطفلك عن رسول الله PDF مجانا

سيرة ال بيت النبى PDF

قراءة و تحميل كتاب سيرة ال بيت النبى PDF مجانا

رمل وزبد PDF

قراءة و تحميل كتاب رمل وزبد PDF مجانا

المزيد من فكر وثقافة في مكتبة فكر وثقافة , المزيد من كتب متنوعة في مكتبة كتب متنوعة , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب الجغرافيا والرحلات في مكتبة كتب الجغرافيا والرحلات , المزيد من كتب الأدب في مكتبة كتب الأدب , المزيد من كتب السير و المذكرات في مكتبة كتب السير و المذكرات , المزيد من كتب السياسة الشرعية في مكتبة كتب السياسة الشرعية , المزيد من كتب الأنساب في مكتبة كتب الأنساب , المزيد من كتب الادب والتراث في مكتبة كتب الادب والتراث
عرض كل الكتب والموسوعات العامة ..
اقرأ المزيد في مكتبة كتب إسلامية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تقنية المعلومات , اقرأ المزيد في مكتبة المناهج التعليمية والكتب الدراسية , اقرأ المزيد في مكتبة القصص والروايات والمجلّات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الهندسة والتكنولوجيا , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب والموسوعات العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب تعلم اللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التنمية البشرية , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب التعليمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب التاريخ , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأطفال قصص ومجلات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الطب , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب العلمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم سياسية وقانونية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأدب , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الروايات الأجنبية والعالمية , اقرأ المزيد في مكتبة كتب اللياقة البدنية والصحة العامة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب الأسرة والتربية الطبخ والديكور , اقرأ المزيد في مكتبة الكتب الغير مصنّفة , اقرأ المزيد في مكتبة كتب المعاجم واللغات , اقرأ المزيد في مكتبة كتب علوم عسكرية و قانون دولي
جميع مكتبات الكتب ..