كتاب متاهات صمت

متاهات صمت *جلسَ وحيدًا، والحيرةَ تُجالسهُ، يسألُ نفسه أينَ الأحلام التى كان يُلاحقها تِلك السنوات الماضية؟، وأين تلك الأماني الغالية؟، فقد كانت أحلامهُ على وشكِ أن تتحقق، لم يكن الطريقُ سهلًا مِثلما توقعَ يومًا، أصبح ذاك الشخص بينَ الرغبةِ والإمتناع، وبينَ الشيءِ واللا شيء، وبداخله غُصَّةٍ، والطفل الذي خافَ يومًا مِن الظلامِ كَبُرَ اليوم وأصبحَ يخاف النور، ففي إحدى الليالي كان قدْ يأسَ مِن الحياةِ، وأصبح بداخلهِ هزائم كثيرةٍ، لم يبُح بها ابدًا، ويوثقُ دائمًا كُل كبيرةٍ وصغيرةٍ ظنًا منه أنها ستصبحُ ذكرى جميلة عندما يراها يبتسم، ولا يعلم بأنه بذلك التوثيق يسن سكينًا لذبحِ قلبهِ، وأن قلبه سيصبح في لوعةٍ مما حدثَ، لم يكن الأمر مِثلما خططَ له، لم يكن الأمر مغامرةً فحسب، كان سلبًا لكلِ طاقتهِ، فقدْ تم إرهاق عزيمته واستنزاف ما بداخلهِ مِن طاقةٍ بالكامل، أصبح الشجن يَعُمَ مكانه، وأصبح لا يهوى ما كان يهواه، كان في كامل تعاستهِ فالأمر لم يكن هينًا بل كان سيئًا، فذلك الشخص لم يكن باهتًا يومًا مِثل ذاك الوقت، كان جميع ما أراده تحقيق أحلامهِ فقط، واليوم جميع ما يُريده نسيان تِلك الليله وتِلك الأحلام؛ كي يبدأ مرة أُخرى، لكنه لا يستطيع فقد أُصيب في مشاعرهِ لم تكن إصابةً صغيرةً كانت إصابةً بالغةً، فهو الشخص الذي أصبح لا يتكلم، ولا يتحدث ويظهر بأنه بخيرٍ لا يمسه شيئًا، وهو بداخلهِ شخصان في عراكٍ دائم أحدها يُريد الوصول والآخر قد أرهقه الاجتهاد، فالجميع حاربوه فيما تمنى، والجميع لا يرى ما خلفَ الستار، أصبح في صمتٍ دائم، فقدْ التهمت الظُلمة أطراف النور في زوايا روحهِ، فتِلكَ الأحلام كانت نبضًا لقلبهِ، فحاول أن يتناسى حزنه لكنه ما زال يبكي، فالذين ينسون أحزانهم يبكون لأشياء لا يعرفونها، أيُّ سرًّ دفين يُعيد للقلوبِ نبضها بعد أن ذابت في متاهاتِ الصمتِ والحزن؟ كـ/سارة سِمَري"قلم يوليو" 💌
سارة سمري - كـاتبة وشاعِرة عاميةلقبي/الخاصة بـ كيلان(قلم يوليو) شاركت فـي بعض الكتب المُجمعة مِثل بين أجفان الليل لحفل أرسطو وكتاب هل أعرفني وغيرهم.. تحب كِتابة النصوص والقصائد وبعض القصص الصغيرة.💌
من يوميات وخواطر خواطر أدبية - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.