❞ رواية عائد إلى حلب ❝  ⏤ عبد الله مكسور

❞ رواية عائد إلى حلب ❝ ⏤ عبد الله مكسور

رواية عائد إلى حلب – عبد الله مكسور

تأليف : عبد الله مكسور


الناشر : دار فضاءات للنشر

نبذة عن الكتاب :


يتابع عبدالله مكسور سرده الدرامي للأحداث في وطنه الأم سوريا عبر العديد من الأشخاص الذين يختلفون مع بعضهم بعضاً في كثير من الأشياء و يتفقون على ضرورة القتال حتى آخر رصاصة ، في صفحات الرواية هناك صوت واضح للرصاص الذي ينطلق من كل الجبهات غير مكترث بالوطن الذي وصل حدّ الهاوية إن لم نعلن وقوعه فيها .

**********

"هل يموت الانسان مرتين؟"، بهذا التساؤل المفتوح على العدم يبدأ الروائي السوري عبدالله مكسور روايته الأخيرة عائد إلى حلب الصادرة حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن والتي تعتبر الجزء الثاني للرواية الأولى التي تتحدث عن الأحوال في سوريا عقب آذار 2011 والتي صدرت عن دار فضاءات تحت عنوان (أيام في بابا عمرو).
تساؤلات مفتوحة على كل الاتجاهات تزخر بها الصفحات الأولى للرواية التي تنتقل في الجغرافية والأمكنة كما الموت الذي بات يسكن أطراف البلاد ومداخلها ويخيّم في عروشه على كل بيوتها.

إنه الموت الذي حملته الأيام للسوري الذي بات لاجئاً أو نازحاً أو معدماً أو مقاتلاً أو معتقلاً، بهذه التوصيفات يحاول السوري عبدالله مكسور أن يرسم الحالة السورية على امتداد البلاد التي باتت بين ليلة وضحاها قبراً كبيراً ينتظر ساكنوه فرصة النجاة بأي طريق.

جملة التساؤلات تقود الصحفي – بطل الرواية – العائد مرة أخرى إلى البلاد في رحلة شاقة طويلة لانجاز فيلم وثائقي عن مجزرة حدثت في مدينة اللطامنة الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة حماة، حيث قصفت طائرات الجيش ومدفعيته السكان الآمنين لتحدث مجزرة مروعة راح ضحيتها المئات، حادثة تستفز بطل الرواية الذي يقرر العودة مرة أخرى برفقة ذواكر رقمية وبعض الأوراق ليسير بمحاذاة الموت الذي بات يحاصره أينما اتجه.

وبرحلة إبداعية رسمها الروائي ونقلها للقارئ متضمنة رائحة الأمكنة وجغرافيتها يحاول مكسور من خلالها تعرية الأخطاء وكشفها وعدم السكوت عنها حتى لو عرّضت حياة بطله للنهاية المحتومة... وفي إحدى زوايا الرواية نقرأ: "إنها قصة حب عنيفة حدّ الموت تلك التي يبنيها الإنسان مع الحياة، فبينهما تتوسع اللذات وتكبر الشهوات، ويصبح الرجل طفلاً يرضع من أمه الدنيا كل ما لذّ وطاب. فكرة الموت هنا تطارد كل من تطأ قدماه هذه الأرض من أي حدود أتى، كيف لك أن تسير بين شهيدين ولا تفكّر في الموت، كيف لك أن تبني أحلامك الوردية ضمن مآذن ترفع كل ساعتين نبأ شهيد جديد، كيف لك أن تسرق من النحلة عسلها لتتذوق طعم السكر في هذا المرار، كيف لك أن تتجاوز كل هذه الحرائق المنتشرة على قارعات الطرقات كما السماء تمتد فوق الأرض، هل يستحق النهار الجديد كل هذه الحرائق؟؟".

يدخل البطل الصحفي في عوالم مجهولة فهو يواجه الوطن كعاشق لم ينس يوماً عيني حبيبته، يرى قصف الطائرات بأم عينيه ويتساءل كيف يكون للنسيان من طريق لذاكرته: "لا شيء يقتل الذاكرة إلا الموت، انتهاء الحب لا يقتل الذاكرة، غضب الوالدين لا يقتل الذاكرة، خسارة الحرب لا تقتل الذاكرة، ترك الوطن إلى المنفى لا يقتل الذاكرة، الزواج لا يقتل كل الإناث التي سكنت الذاكرة، الولادة.. الرياضة.. الطعام.. السفر.. الخيانة.. المؤامرة.. الضحك.. البكاء.. النحيب.. العويل.. الرغبة.. الاشتهاء.. النزوة.. الوهم.. الحقيقة.. الحرية.. السجن.. لا شيء يقتل الذاكرة إلا الموت.."!

عبر أبطال آخرين يسيرون أيضاً برفقة الموت الساكن فوق البلاد يطوف عبدالله مكسور حلب ليدخل أسواقها وحاراتها وضاحياتها ومدارسها التي تحولت مراكز للمقاتلين ومقرات شرعية لمحاكمهم ليهرب بعد ذلك ببطله الصحفي عبر رحلة فانتازية تاريخية من سراديب القلعة الأثرية برفقة نيكولاس الصحفي الأجنبي الذي سيلقى حتفه في نهاية الرواية الموجعة على أيدي ضابط في الجيش.

يتعرض البطل في عائد إلى حلب كما في أيام في بابا عمرو للاعتقال ولكن هذه المرة في مطار حماة العسكري سيء الصيت والسمعة ليحكي عبر أشخاص آخرين قصصاً حدثت وتحدث هناك في هذه اللحظات فهي مستمرة كما فعل الموت كل لحظة.

بلغة آسرة موجعة قاتلة ينقل عبدالله مكسور عبر روايته الأخيرة جزءاً كبيراً من أوجاع وآلام من عاصروا السنوات الأخيرة في سوريا سواء الرابضين على تخوم الموت على أطراف الوطن في خيام منثورة لا تقي ولا تسمن من جوع أو أولئك الذين لم يسلكوا طرق الابتعاد عن تراب الوطن فظلوا يعلنون الموت كل لحظة.

عائد إلى حلب كما جزؤها الأول أيام في بابا عمرو نقطة مضيئة في تاريخ الأدب السوري الذي التزم أوجاع الناس وآلامهم فكانت صرخة مدوية تملأ الدنيا لتحقيق العدالة المنتظرة منذ عقود خلت.
عبد الله مكسور - روائي و صحفي سوري ، أعمل في الصحافة التليفزيونية الاخبارية منذ عام 2006 م و قمت بتنفيذ و انتاج العديد من البرامج السياسية و الثقافية و الاجتماعية المنوّعة ،أحمل إجازة في الآداب و العلوم الانسانية و ماجستير في الاعلام و العلاقات العامة ، و أكتب في الصحافة الثقافية الورقية بشكل دوري .
❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عائد إلى حلب ❝ الناشرين : ❞ دار فضاءات للنشر والتوزيع ❝ ❱
من جديد الكتب والروايات - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
عائد إلى حلب

2013م - 1445هـ
رواية عائد إلى حلب – عبد الله مكسور

تأليف : عبد الله مكسور


الناشر : دار فضاءات للنشر

نبذة عن الكتاب :


يتابع عبدالله مكسور سرده الدرامي للأحداث في وطنه الأم سوريا عبر العديد من الأشخاص الذين يختلفون مع بعضهم بعضاً في كثير من الأشياء و يتفقون على ضرورة القتال حتى آخر رصاصة ، في صفحات الرواية هناك صوت واضح للرصاص الذي ينطلق من كل الجبهات غير مكترث بالوطن الذي وصل حدّ الهاوية إن لم نعلن وقوعه فيها .

**********

"هل يموت الانسان مرتين؟"، بهذا التساؤل المفتوح على العدم يبدأ الروائي السوري عبدالله مكسور روايته الأخيرة عائد إلى حلب الصادرة حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن والتي تعتبر الجزء الثاني للرواية الأولى التي تتحدث عن الأحوال في سوريا عقب آذار 2011 والتي صدرت عن دار فضاءات تحت عنوان (أيام في بابا عمرو).
تساؤلات مفتوحة على كل الاتجاهات تزخر بها الصفحات الأولى للرواية التي تنتقل في الجغرافية والأمكنة كما الموت الذي بات يسكن أطراف البلاد ومداخلها ويخيّم في عروشه على كل بيوتها.

إنه الموت الذي حملته الأيام للسوري الذي بات لاجئاً أو نازحاً أو معدماً أو مقاتلاً أو معتقلاً، بهذه التوصيفات يحاول السوري عبدالله مكسور أن يرسم الحالة السورية على امتداد البلاد التي باتت بين ليلة وضحاها قبراً كبيراً ينتظر ساكنوه فرصة النجاة بأي طريق.

جملة التساؤلات تقود الصحفي – بطل الرواية – العائد مرة أخرى إلى البلاد في رحلة شاقة طويلة لانجاز فيلم وثائقي عن مجزرة حدثت في مدينة اللطامنة الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة حماة، حيث قصفت طائرات الجيش ومدفعيته السكان الآمنين لتحدث مجزرة مروعة راح ضحيتها المئات، حادثة تستفز بطل الرواية الذي يقرر العودة مرة أخرى برفقة ذواكر رقمية وبعض الأوراق ليسير بمحاذاة الموت الذي بات يحاصره أينما اتجه.

وبرحلة إبداعية رسمها الروائي ونقلها للقارئ متضمنة رائحة الأمكنة وجغرافيتها يحاول مكسور من خلالها تعرية الأخطاء وكشفها وعدم السكوت عنها حتى لو عرّضت حياة بطله للنهاية المحتومة... وفي إحدى زوايا الرواية نقرأ: "إنها قصة حب عنيفة حدّ الموت تلك التي يبنيها الإنسان مع الحياة، فبينهما تتوسع اللذات وتكبر الشهوات، ويصبح الرجل طفلاً يرضع من أمه الدنيا كل ما لذّ وطاب. فكرة الموت هنا تطارد كل من تطأ قدماه هذه الأرض من أي حدود أتى، كيف لك أن تسير بين شهيدين ولا تفكّر في الموت، كيف لك أن تبني أحلامك الوردية ضمن مآذن ترفع كل ساعتين نبأ شهيد جديد، كيف لك أن تسرق من النحلة عسلها لتتذوق طعم السكر في هذا المرار، كيف لك أن تتجاوز كل هذه الحرائق المنتشرة على قارعات الطرقات كما السماء تمتد فوق الأرض، هل يستحق النهار الجديد كل هذه الحرائق؟؟".

يدخل البطل الصحفي في عوالم مجهولة فهو يواجه الوطن كعاشق لم ينس يوماً عيني حبيبته، يرى قصف الطائرات بأم عينيه ويتساءل كيف يكون للنسيان من طريق لذاكرته: "لا شيء يقتل الذاكرة إلا الموت، انتهاء الحب لا يقتل الذاكرة، غضب الوالدين لا يقتل الذاكرة، خسارة الحرب لا تقتل الذاكرة، ترك الوطن إلى المنفى لا يقتل الذاكرة، الزواج لا يقتل كل الإناث التي سكنت الذاكرة، الولادة.. الرياضة.. الطعام.. السفر.. الخيانة.. المؤامرة.. الضحك.. البكاء.. النحيب.. العويل.. الرغبة.. الاشتهاء.. النزوة.. الوهم.. الحقيقة.. الحرية.. السجن.. لا شيء يقتل الذاكرة إلا الموت.."!

عبر أبطال آخرين يسيرون أيضاً برفقة الموت الساكن فوق البلاد يطوف عبدالله مكسور حلب ليدخل أسواقها وحاراتها وضاحياتها ومدارسها التي تحولت مراكز للمقاتلين ومقرات شرعية لمحاكمهم ليهرب بعد ذلك ببطله الصحفي عبر رحلة فانتازية تاريخية من سراديب القلعة الأثرية برفقة نيكولاس الصحفي الأجنبي الذي سيلقى حتفه في نهاية الرواية الموجعة على أيدي ضابط في الجيش.

يتعرض البطل في عائد إلى حلب كما في أيام في بابا عمرو للاعتقال ولكن هذه المرة في مطار حماة العسكري سيء الصيت والسمعة ليحكي عبر أشخاص آخرين قصصاً حدثت وتحدث هناك في هذه اللحظات فهي مستمرة كما فعل الموت كل لحظة.

بلغة آسرة موجعة قاتلة ينقل عبدالله مكسور عبر روايته الأخيرة جزءاً كبيراً من أوجاع وآلام من عاصروا السنوات الأخيرة في سوريا سواء الرابضين على تخوم الموت على أطراف الوطن في خيام منثورة لا تقي ولا تسمن من جوع أو أولئك الذين لم يسلكوا طرق الابتعاد عن تراب الوطن فظلوا يعلنون الموت كل لحظة.

عائد إلى حلب كما جزؤها الأول أيام في بابا عمرو نقطة مضيئة في تاريخ الأدب السوري الذي التزم أوجاع الناس وآلامهم فكانت صرخة مدوية تملأ الدنيا لتحقيق العدالة المنتظرة منذ عقود خلت.

.
المزيد..

تعليقات القرّاء:

نتيجة بحث الصور عن قريبا

رواية عائد إلى حلب – عبد الله مكسور

صدر مؤخراً عن دار فضاءات للنشر و التوزيع رواية ( عائد إلى حلب ) للروائي السوري عبدالله مكسور ، عائد إلى حلب هي الجزء الثاني لأيام في بابا عمرو الرواية الأدبية التي رسمت بدقة تفاصيل الواقع السوري في منتصف عام 2011 و حتى مطلع عام 2012 م و التي لاقت رواجاً منقطع النظير فنفذت منها عدة طبعات متتالية .
في روايته الجديدة ( عائد إلى حلب ) يتابع عبدالله مكسور سرده الدرامي للأحداث في وطنه الأم سوريا عبر العديد من الأشخاص الذين يختلفون مع بعضهم بعضاً في كثير من الأشياء و يتفقون على ضرورة القتال حتى آخر رصاصة ، في صفحات الرواية هناك صوت واضح للرصاص الذي ينطلق من كل الجبهات غير مكترث بالوطن الذي وصل حدّ الهاوية إن لم نعلن وقوعه فيها . 
يرسم فيها الثورة ضد الاستبداد في سوريا من خلال البطل ذاته، المصور الصحفي الذي يصور أفلاماً وثائقية عن الثورة، ويسرد تجربته المريرة مع الاعتقال، والتعذيب البشع الذي يمارسه الجيش النظامي ضد المعتقلين المدنيين، ومعايشته للفصائل التي تقاتل من أجل إسقاط النظام، كاشفاً عن وجهيها الإيجابي والسلبي، وذكريات الطفولة والشباب.
وكما في “أيام بابا عمرو”، يلجأ الروائي إلى السّرد الدراماتيكيّ السيريّ الذي تظهر فيه شخصيات عديدة بالأحرف الأولى من أسمائها، لكل منها حكاية في مواجهة الاعتقال والقهر، والاغتصاب، أحياناً، في سياق الجرح السوري الكبير.
تسير أحداث الرواية في الشمال السوري و المنطقة الوسطى منها حيث يعود البطل لاكمال ما بدأ به بعد أن حاز على العديد من الجوائز العالمية حول فيلمه الأول الخاص بالثورة السورية ليتفاجأ بتغير الأحوال و ظهور خطوط جديدة لم تكن في مخيلته اطلاقاً ليرى بعينيه أن حياة الانسان لا تساوي جزءاً يسيراً من أي شيء ..
الرواية بمجملها صرخة عالية في وجه التخبطات التي تكاد أن تطيح بمكونات المجتمع السوري ، صرخة في وجه الطاغوت و التطرف العنيف الذي يتشابه مع الطاغوت في كل شيء ، صرخة أطلقها مؤلف الرواية في مطلعها :إنها الحرب، تستنهض أجمل وأقبح ما فينا، إنها الحرب حين يغدو الوطن جُمَلاً تصطفّ لتحكي قصة الوجع المكابر”
عائد إلى حلب هي الرواية الرابعة التي تصدر للروائي السوري عبدالله مكسور فقد صدر له أيضاً عن دار فضاءات للنشر و التوزيع ، رواية شتات الروح و رواية الطريق إلى غوانتانمو و رواية أيام في بابا عمرو .

 


"هل يموت الانسان مرتين؟"، بهذا التساؤل المفتوح على العدم يبدأ الروائي السوري عبدالله مكسور روايته الأخيرة عائد إلى حلب الصادرة حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن والتي تعتبر الجزء الثاني للرواية الأولى التي تتحدث عن الأحوال في سوريا عقب آذار 2011 والتي صدرت عن دار فضاءات تحت عنوان (أيام في بابا عمرو).
تساؤلات مفتوحة على كل الاتجاهات تزخر بها الصفحات الأولى للرواية التي تنتقل في الجغرافية والأمكنة كما الموت الذي بات يسكن أطراف البلاد ومداخلها ويخيّم في عروشه على كل بيوتها.

إنه الموت الذي حملته الأيام للسوري الذي بات لاجئاً أو نازحاً أو معدماً أو مقاتلاً أو معتقلاً، بهذه التوصيفات يحاول السوري عبدالله مكسور أن يرسم الحالة السورية على امتداد البلاد التي باتت بين ليلة وضحاها قبراً كبيراً ينتظر ساكنوه فرصة النجاة بأي طريق.

جملة التساؤلات تقود الصحفي – بطل الرواية – العائد مرة أخرى إلى البلاد في رحلة شاقة طويلة لانجاز فيلم وثائقي عن مجزرة حدثت في مدينة اللطامنة الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة حماة، حيث قصفت طائرات الجيش ومدفعيته السكان الآمنين لتحدث مجزرة مروعة راح ضحيتها المئات، حادثة تستفز بطل الرواية الذي يقرر العودة مرة أخرى برفقة ذواكر رقمية وبعض الأوراق ليسير بمحاذاة الموت الذي بات يحاصره أينما اتجه.

وبرحلة إبداعية رسمها الروائي ونقلها للقارئ متضمنة رائحة الأمكنة وجغرافيتها يحاول مكسور من خلالها تعرية الأخطاء وكشفها وعدم السكوت عنها حتى لو عرّضت حياة بطله للنهاية المحتومة... وفي إحدى زوايا الرواية نقرأ: "إنها قصة حب عنيفة حدّ الموت تلك التي يبنيها الإنسان مع الحياة، فبينهما تتوسع اللذات وتكبر الشهوات، ويصبح الرجل طفلاً يرضع من أمه الدنيا كل ما لذّ وطاب. فكرة الموت هنا تطارد كل من تطأ قدماه هذه الأرض من أي حدود أتى، كيف لك أن تسير بين شهيدين ولا تفكّر في الموت، كيف لك أن تبني أحلامك الوردية ضمن مآذن ترفع كل ساعتين نبأ شهيد جديد، كيف لك أن تسرق من النحلة عسلها لتتذوق طعم السكر في هذا المرار، كيف لك أن تتجاوز كل هذه الحرائق المنتشرة على قارعات الطرقات كما السماء تمتد فوق الأرض، هل يستحق النهار الجديد كل هذه الحرائق؟؟".

يدخل البطل الصحفي في عوالم مجهولة فهو يواجه الوطن كعاشق لم ينس يوماً عيني حبيبته، يرى قصف الطائرات بأم عينيه ويتساءل كيف يكون للنسيان من طريق لذاكرته: "لا شيء يقتل الذاكرة إلا الموت، انتهاء الحب لا يقتل الذاكرة، غضب الوالدين لا يقتل الذاكرة، خسارة الحرب لا تقتل الذاكرة، ترك الوطن إلى المنفى لا يقتل الذاكرة، الزواج لا يقتل كل الإناث التي سكنت الذاكرة، الولادة.. الرياضة.. الطعام.. السفر.. الخيانة.. المؤامرة.. الضحك.. البكاء.. النحيب.. العويل.. الرغبة.. الاشتهاء.. النزوة.. الوهم.. الحقيقة.. الحرية.. السجن.. لا شيء يقتل الذاكرة إلا الموت.."!

عبر أبطال آخرين يسيرون أيضاً برفقة الموت الساكن فوق البلاد يطوف عبدالله مكسور حلب ليدخل أسواقها وحاراتها وضاحياتها ومدارسها التي تحولت مراكز للمقاتلين ومقرات شرعية لمحاكمهم ليهرب بعد ذلك ببطله الصحفي عبر رحلة فانتازية تاريخية من سراديب القلعة الأثرية برفقة نيكولاس الصحفي الأجنبي الذي سيلقى حتفه في نهاية الرواية الموجعة على أيدي ضابط في الجيش.

يتعرض البطل في عائد إلى حلب كما في أيام في بابا عمرو للاعتقال ولكن هذه المرة في مطار حماة العسكري سيء الصيت والسمعة ليحكي عبر أشخاص آخرين قصصاً حدثت وتحدث هناك في هذه اللحظات فهي مستمرة كما فعل الموت كل لحظة.

بلغة آسرة موجعة قاتلة ينقل عبدالله مكسور عبر روايته الأخيرة جزءاً كبيراً من أوجاع وآلام من عاصروا السنوات الأخيرة في سوريا سواء الرابضين على تخوم الموت على أطراف الوطن في خيام منثورة لا تقي ولا تسمن من جوع أو أولئك الذين لم يسلكوا طرق الابتعاد عن تراب الوطن فظلوا يعلنون الموت كل لحظة.

عائد إلى حلب كما جزؤها الأول أيام في بابا عمرو نقطة مضيئة في تاريخ الأدب السوري الذي التزم أوجاع الناس وآلامهم فكانت صرخة مدوية تملأ الدنيا لتحقيق العدالة المنتظرة منذ عقود خلت.
 

 


(أبو حسام) الضابط المنشق الذي خدم 


في الفرع الخارجي في الاستخبارات العامة، والذي يروي أنه أرسل إلى القاهرة عام 2007 ليؤسس شركة مقاولات كغطاء لمهمته في تفجير القاهرة بالتعاون مع خلايا «حزب الله» في نهاية عام 2009. لكنه يتهرب في الموعد المحدد متعللاً بجراحة للزائدة الدودية، فيسجن لسنة، ثم يحال إلى التدريب الجامعي. ولأن أبناءه تطوعوا في الجيش الحر، يسجن شهوراً، ثم يفرج عنه لعدم ثبوت اتصاله بأبنائه أو بالمعارضة، ولأنه أقنع المحققين بولائه لمسيرة الإصلاح. وقد انشق بعد السجن، وهو يرى أن النظام كان سيخمد الثورة منذ زمن طويل لولا الكتائب الإسلامية، من جبهة النصرة إلى أحرار الشام إلى الفاروق والصحابة...
 

 رواية عائد إلى حلب
تحميل رواية عائد إلى حلب

تحميل رواية عائد الى حلب pdf

رواية أيام في بابا عمرو pdf



سنة النشر : 2013م / 1434هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 3.2 ميجا بايت .
عداد القراءة: عدد قراءة عائد إلى حلب

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:


شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

المؤلف:
عبد الله مكسور - Abdullah Maksur

كتب عبد الله مكسور روائي و صحفي سوري ، أعمل في الصحافة التليفزيونية الاخبارية منذ عام 2006 م و قمت بتنفيذ و انتاج العديد من البرامج السياسية و الثقافية و الاجتماعية المنوّعة ،أحمل إجازة في الآداب و العلوم الانسانية و ماجستير في الاعلام و العلاقات العامة ، و أكتب في الصحافة الثقافية الورقية بشكل دوري . ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عائد إلى حلب ❝ الناشرين : ❞ دار فضاءات للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب عبد الله مكسور
الناشر:
دار فضاءات للنشر والتوزيع
كتب دار فضاءات للنشر والتوزيعتم تأسيس "دار فضاءات للنشر والتوزيع" كخطوة على طريق إرساء أسس مشروع ثقافي متكامل يهدف إلى نشر الإبداع العربي في كافة التخصصات، وإثراء صناعة الكتاب، وتقديم إضافة حقيقية إلى مسيرة الكتاب العربي، وفق رؤى متوازنة تجمع ما بين طبيعة عملها كمؤسسة تجارية تتطلع إلى تحقيق الربح والانتشار، ومابين تحقيق رسالتها الثقافية، وتطلعات المؤلفين. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ ادارة الموارد البشرية (أساليب الإدارة الحديثة) ❝ ❞ ما فاض عنهم... وما تبقّى منّي ❝ ❞ وصايا العمة مينا ❝ ❞ عائد إلى حلب ❝ ❞ مخيم المواركة ❝ ❞ هايكو الحرب ❝ ❞ فتيات العالم السفلي ❝ ❞ تشرفت برحيلك ❝ ❞ كاردل ❝ ❞ فما بكت عليهم الأرض ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ يزن تيم ❝ ❞ محمود قحطان ❝ ❞ وليام سيدني بورتر ❝ ❞ مجد عدنان ❝ ❞ عبد الله مكسور ❝ ❞ جابر خلفية جابر ❝ ❞ ازاد اسكندر ❝ ❞ هيلانة الشيخ ❝ ❞ قاسم توفيق ❝ ❞ عبد السلام إبراهيم ❝ ❞ مقبول العلوي ❝ ❞ فيروز رشام ❝ ❞ الكاتب الفلسطيني: محمد رضوان ❝ ❞ فؤاد القسوس ❝ ❱.المزيد.. كتب دار فضاءات للنشر والتوزيع