❞ كتاب الذكريات الصغيرة ❝  ⏤ جوزيه ساراماغو

❞ كتاب الذكريات الصغيرة ❝ ⏤ جوزيه ساراماغو

جوزيه دي سوزا ساراماغو (بالبرتغالية José de Sousa Saramago)‏ (16 نوفمبر 1922 - 18 يونيو 2010) روائي برتغالي حائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب أدبي ومسرحي وصحفي. مؤلفاته التي يمكن اعتبار بعضها أمثولات، تستعرض عادة أحداثاً تاريخية من وجهة نظر مختلفة تركز على العنصر الإنساني. هارولد بلوم وصف ساراماغو بأنه " أعظم الروائيين الموجودين على قيد الحياة" وأعتبره " جزء هام ومؤثر في تشكيل أساسيات الثقافة الغربية المرجعية الأدبية الغربية"، بينما أشاد جميس وود " باللهجة الفريدة في أعماله حيث أنه يروي رواياته كما لو أنه شخص حكيم وجاهل في الوقت نفسه".

بيعت أكثر من ميلوني نسخة من أعمال ساراماغو في البرتغال وحدها وتمت ترجمة أعماله إلى 25 لغة. وبما أنه كان أحد مؤيدي الشيوعية اللاسلطوية، فإنه كان عرضة للنقد من قِبل بعض المؤسسات مثل الكنيسة الكاثوليكية، الإتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، والتي عارضهم ساراماغو في كثير من القضايا. كان ملحداً ويرى أن الحب يعتبر وسيلة لتحسين الوضع الإنساني. في عام 1992، أصدرت الحكومة البرتغالية بقيادة رئيس الوزراء أنبيال كافكو سيلفا أمراً بإزالة رواية الإنجيل يرويه المسيح من القائمة القصيرة لجائزة Aristeion Prize، زاعمين أنها مسيئة دينياً. بعدما شعر باليأس بسبب هذة الرقابة السياسية على أعماله، عاش ساراماغو في المنفى في الجزيرة الأسبانية لانزاروت (جزر الكناري)، وبقي فيها حتى وفاته عام 2010.

كان ساراماغو أحد الأعضاء المؤسسين للجبهة الوطنية للدفاع عن الثقافة في لشبونة في عام 1992، وأسس بمشاركة أورهان باموك، برلمان الكُتاب الأوروبي (EWP).

صدر له مؤخرًا في عام 2018 كتاب "دفتر سنة نوبل" وجاء ذلك استلامه للجائزة ب 20 عامًا، حيث ترك مخطوطته في يد زوجته بعد وفاته.

روايته المفقوده
أعلنت مؤسسة جوزيه ساراماغو في شهر أكتوبر من عام 2011 عن نشر مايسمى "الرواية المفقودة" بعنوان المنور (Claraboia بالبرتغالية). وقد كتبت في الخمسينات وظلت مدفونة في أرشيف أحد الناشرين الذين تم إرسال المخطوطة الأصلية إليه. ساراماغو لم يذكر هذا العمل حتى وفاته. تم ترجمة هذا العمل لعدة لغات.

أسلوبه وموضوعاته

ساراماغو في مسرح جورج إلييسير غايتان في بوغوتا عام 2007
اسلوب ساراماغو التجريبي كان غالباً مايتميز بالجمل الطويلة، والتي قد تتجاوز في بعض الأحيان الصفحة الكاملة. أستخدم نظام الفترات الزمنية بقلة، وأختار بدلاً من ذلك دفقاً من الفقرات المسترسلة غيرالمقيدة تصل مابينها علامة الفاصلة. الكثير من الفقرات في كتاباته كانت تمتد لصفحات دون أي توقف لإجراء إي حوار، ( والتي كان ساراماغو يفضل أن لا يضعها بين علامتي تنصيص)؛ عندما يتغير المتحدث في أحد أعماله، يقوم ساراماغو بكتابة الحرف الإستهلالي بخط كبير إشارةً لبدء فقرةٍ جديدةٍ يكون المتحدث فيها مختلفاً. في أعماله كثيراً ماتتم الإشارة لمؤلفاته الأخرى. في رواية العمى ، تخلى ساراماغو عن استخدام الإسماء تماماً، وبدلاً من ذلك كان يشير لكل شخصية عن طريق ذكر بعض صفاتها الفريدة أو المميزةٍ لها، كمثال على أسلوب ساراماغو الذي كان يركز بشدة على موضوعات الهويةٍ والغايةٍ في كل أعماله.

روايات ساراماغو عادة ماتطرح سيناريوهات مدهشة. في روايته التي ألفها عام 1986 ''الطوف الحجري''، فإن شبه الجزيرة الإيبرية تنفصل عن بقية أوروبا وتُبحر في المحيط الإطلسي. وفي رواية ''العمى'' التي ألفها عام 1995، نجد دولة بكاملها لانعلم أسمها تُصاب بوباء غامض العمى الأبيض. أما رواية ''سنة موت ريكاردو ريس''التي ظهرت عام 1984 (فازت بجائزة PEN وجائزة Independent لفئة الروايات الأجنبية )، أبدال أدبية للكاتب والشاعر فرناندو بيسوا تلتقي بالشاعر وتحاوره عاما كاملاً رغم كون الشاعر نفسه ميتاً. بالإضافة لذلك، فإن روايته ''إنقطاعات الموت'' تجري أحداثها في بلد ينقطع الموت فجأة عن كل قاطنيه، لنرى التبعات الروحية والسياسية المترتبة على هذا الأمر، على الرغم من كون الرواية تنتقل من المنظور الكلي أو الإجمالي للمنظور الشخصي.

يطرح ساراماغو موضوعات جادة ويتعاطف مع الوضع الإنساني والعزلة الناتجة من حياة المدن الحديثة. الشخصيات في أعماله تعاني في حاجتها للتواصل مع الآخرين وتكوين العلاقات والترابط كمجتمع واحد، وأيضاً مع حاجتهم للإستقلالية، وإيجاد الغاية والكرامة خارج البنى السياسية والاقتصادية.

عندما طُلب منه أن يصف طقوسه اليومية في الكتابة في عام 2009، أجاب ساراماغو "أكتب صفحتين. ثم أقرأ وأقرأ وأقرأ."

حياته الشخصية

كان ساراماغو ملحداً. أعتقد الكثير من الناس أنه كان معاديا بشكل كامل للدين في مؤلفاته. وجهت له الكنيسة الكاثوليكية الكثير من النقد في مناسبات كثيرة بسبب محتوى بعض رواياته، وعلى الأخص الأنجيل يرويه المسيح و قايين، حيث أستخدم الأسلوب التهكمي الساخر واقتباسات من الكتاب المقدس لإظهار شخصية الإله بطريقة هزلية ومشوهة. أنتقدت الحكومة البرتغالية روايته المنشورة عام 1991 O Evangelho Segundo Jesus Cristo الإنجيل يرويه المسيح وشطبت أسم الكاتب من قائمة المرشحين لجائزة الأدب الأوروبي، مدعين أن هذا العمل الإلحادي أساء لمعتقدات الكاثوليكية البرتغالية. الكتاب يصور المسيح والذي هو عرضة للرغبات البشرية، بأنه يعيش مع مريم المجدلية ويحاول التراجع عن عملية صُلبه. في أعقاب قرار الأكاديمية السويدية بتقديم جائزة نوبل في الأدب لساراماغو، شكك الفاتيكان في القرار لأسباب سياسية، على الرغم من عدم تعليقهم على المحتوى الأدبي أو الجمالي في أعمال ساراماغو. رد ساراماغو بقوله: " إن الفاتيكان يمكن ترويعه بسهولة، خاصة من الناس المتواجدون بالخارج. وعليهم أن يركزوا على صلواتهم ويتركوا الناس بسلام. أنا أحترم أولئك الذين يؤمنون، لكن ليس لدي أدنى أحترام لهذه المؤسسة."

كان ساراماغو من أنصار الفوضوية الشيوعية، وعضواً في الحزب الشيوعي البرتغالي. وعلى هذا الأساس كان ممثلاً للشبونه في الانتخابات المحلية عام 1989 في قائمة الائتلاف. وأُنتخب لرئاسة المجلس البلدي في لشبونة. كان ساراماغو أيضا مرشحاً من وحدة التحالف الديمقراطي في كل انتخابات البرلمان الأوروبي من عام 1989 حتى 2009، على الرغم من أن احتمالية انتخابه كانت غير ممكنه في كثير من الأحيان. كان ينتقد الاتحاد الأوروبي (EU) وسياسات صندوق النقد الدولي (IMF). كثير من أعمال ساراماغو تُعرف بكونها تحوي نقداً سياسياً بطريقة غامضة، ولكن في المفكرة عبر ساراماغو عن معتقداته السياسية بشكل أوضح. هذا الكتاب الذي كُتب من وجهة نظر ماركسية، عبارة عن مجموعة مقالات من مدونته والتي كُتبت في الفترة الممتدة من سبتمبر 2008 إلى أغسطس 2009. وفقاً لصحيفة الإندبندنت، "يهدف ساراماغو إلى اقتحام شبكة 'الأكاذيب المنظمة' التي تحيط بالبشرية، وإقناع القراء من خلال تقديم آرائه في سلسلة لا هوادة فيها وبشكل مُبسط، وتوجية ضربات قاضية لهذه الأكاذيب." مواقفه السياسية أدت لمقارنته بالكاتب جورج أورويل: "عداء أورويل للإمبراطورية البريطانية يسير بمحاذاة حملات ساراماغو ضد الإمبراطورية المتمثلة في العولمة." في حديثه لصحيفة ذا أوبزرفر في عام 2006 صرح بأن " الرسام يرسم، المُوسيقي يؤلف موسيقى، الروائي يكتب روايات. لكنني أعتقد أننا جميعاً نترك أثراً أو انطباع، وذلك ليس عائداً لطبيعة كوننا فنانين، ولكن بسبب كوننا مواطنين. كمواطنين، يتوجب علينا التفاعل والمشاركة، لإن المواطن هو من يغير الأوضاع. لاأستطيع تخيل نفسي خارج أي نوع من المشاركات السياسية أو الاجتماعية."

خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، واثناء زيارته لمدينة رام الله في شهر مارس لعام 2002، قال ساراماغو: "مايحدث في فلسطين هو جريمة من نفس طراز ماحدث في معسكر أوشفيتز...أحساساً بالحصانة يحيط بالشعب الإسرائيلي وجيوشه. لقد تحولوا إلى أشخاص منتفعين من الهولوكوست (المحرقة)." أحتج بعض النقاد على هذه الكلمات وأعتبروها معاداة للسامية. بعد مرور ستة أشهر، أوضح ساراماغو. "المزعج في تصريحي ليس أنني أدنت ماتقوم به السلطات الإسرائيلية، وأرتكابها لجرائم حرب - فلقد أعتادوا على مثل هذه التصريحات. مايزعجهم حقاً هي كلمات محددة لايستطيعون تحملها. وبما أن ذكرت 'أوشفيتز'... ولاحظوا جيداً، بأنني لم أقل أن رام الله تشبه أوشفيتز، لإن ذلك سيكون شيء سخيفاً. ماقلته أن روح أوشفيتز كانت حاضرة في رام الله. كنا ثمانية كُتاب. جميعهم أدلوا بتصريحات تُدين أسرائيل، وولي سوينكا، برايتن بريتنباخ، فينشينسو كونسلو وآخرون. لم ينزعج الإسرائيلين من هولاء. ولكن حقيقة أني وضعت أصبعاً على جرح أوشفيتز جعلهم يقفزون."

خلال حرب لبنان 2006، إنضم ساراماغو إلى كلا من طارق علي، جون بيرغر, نعوم تشومسكي وآخرون في إدانة ماوصفوه بأنه "عمليات عسكرية طويلة الأمد، وممارسات اقتصادية وجغرافية لاتهدف إلا لتصفية الأمة الفلسطينية بشكل سياسي"

كما أنه كان أحد مؤيدي الفيدرالية الليبرالية في مؤتمر صحفي عام 2008 والخاص بتصوير فيلم العمى تساءل في إشارة إلى الركود الإقتصادي عام 2008، " أين كانت كل تلك الأموال التي تدفقت على الأسواق؟ بشكل مقنن ودقيق؛ وفجأة ظهرت لكي تقوم بإنقاذ ماذا؟ حياة البشر ؟ لا، بل البنوك."، وأضاف قائلاً، "كان ماركس محقاً" كما أنه توقع "أن الأسوء لم يحدث بعد."

الجوائز والأوسمة
1995 - جائزة كاميوس
1998 - جائزة نوبل في الآداب
2004 - جائزة أمريكا
2009 - جائزة ساو باولو للآداب - القائمة المختصرة لفئة أفضل كتاب في السنة عن رواية مسيرة الفيل A Viagem do Elefante.
جائزة نوبل للآداب عام 1998
قامت الأكاديمية السويدية باختيار ساراماغو للحصول على جائزة نوبل للآداب . وجاء الإعلان بشكل مفاجيء له ولرئيس تحريره، لإنه كان على وشك السفر إلى ألمانيا لحضور معرض فرانكفورت للكتاب، أشادت لجنة نوبل " بالأمُثولات والحكايا الرمزية التي تفرضها مخيلته، بالإضافة للتعاطف والسخرية في أعماله"، بالإضافة لإتباعه "الأسلوب التشكيكي الحديث " فيما يتعلق بالحقائق الرسمية.

مؤسسة جوزية ساراماغو
أسسها جوزية ساراماغو في يونيو 2007، وذلك بهدف حماية ونشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتعزيز الثقافة في البرتغال مثل الدول الأخرى، وأيضاً حماية البيئة. تقع مؤسسة ساراماغو في المبنى التاريخي Casa dos Bicos في مدينة لشبونة.



الذكريات الصغيرة هى السيرة الذاتية لساراماجو التى يتناول فيها فترة الطفولة فقط. إنها الذكريات التى مرت به ونقشت آثارها فى وجدانه فأسهمت فى بناء اللبنات الأولى فى شخصية الطفل الصغير الذى صار بعد ذلك واحدا من أهم كتاب العالم. يقول ساراماجو عن "الذكريات الصغيرة" : "هذا الكتاب يحكى عن الطفل الذى كنته كأفضل وسيلة لأفهم نفسى.

وبالرغم أن هناك من يعتقد أن السنوات الأولى من حياتنا -سنوات البراءة- هى فترة نعيشها وننساها فأنا أعتقد عكس ذلك تماما.

“هذا الكتاب يحكى عن الطفل الذى كنته كأفضل وسيلة لأفهم نفسى. وبالرغم أن هناك من يعتقد أن السنوات الأولى من حياتنا -سنوات البراءة- هى فترة نعيشها وننساها فأنا أعتقد عكس ذلك تماماو يعطى الكتاب فكرة واضحة بما فيه الكفاية عن حياة الطفل الصغير الذى يملك زمام امره.

الذكريات الصغيرة هى السيرة الذاتية لساراماجو التى يتناول فيها فترة الطفولة فقط. إنها الذكريات التى مرت به ونقشت آثارها فى وجدانه فأسهمت فى بناءاللبنات الأولى فى شخصية الطفل الصغير الذى صار بعد ذلك واحدا من أهم كتاب العالم.
جوزيه ساراماغو - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العمى ل جوزيه ساراماغو ❝ ❞ رواية الكهف ❝ ❞ انقطاعات الموت ❝ ❞ مسيرة الفيل ❝ ❞ الرسم والخط ❝ ❞ قصة حصار لشبونة ❝ ❞ كل الأسماء ❝ ❞ سنة موت ريكاردو ريس ❝ ❞ الطوف الحجري ❝ الناشرين : ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ المدى للإعلام والثقافة والفنون ❝ ❞ هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ❝ ❞ مسكيلياني للنشر والتوزيع ❝ ❞ طوى للثقافة والنشر والإعلام ❝ ❱
من كتب السير و المذكرات التراجم والأعلام - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
الذكريات الصغيرة

2008م - 1445هـ
جوزيه دي سوزا ساراماغو (بالبرتغالية José de Sousa Saramago)‏ (16 نوفمبر 1922 - 18 يونيو 2010) روائي برتغالي حائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب أدبي ومسرحي وصحفي. مؤلفاته التي يمكن اعتبار بعضها أمثولات، تستعرض عادة أحداثاً تاريخية من وجهة نظر مختلفة تركز على العنصر الإنساني. هارولد بلوم وصف ساراماغو بأنه " أعظم الروائيين الموجودين على قيد الحياة" وأعتبره " جزء هام ومؤثر في تشكيل أساسيات الثقافة الغربية المرجعية الأدبية الغربية"، بينما أشاد جميس وود " باللهجة الفريدة في أعماله حيث أنه يروي رواياته كما لو أنه شخص حكيم وجاهل في الوقت نفسه".

بيعت أكثر من ميلوني نسخة من أعمال ساراماغو في البرتغال وحدها وتمت ترجمة أعماله إلى 25 لغة. وبما أنه كان أحد مؤيدي الشيوعية اللاسلطوية، فإنه كان عرضة للنقد من قِبل بعض المؤسسات مثل الكنيسة الكاثوليكية، الإتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، والتي عارضهم ساراماغو في كثير من القضايا. كان ملحداً ويرى أن الحب يعتبر وسيلة لتحسين الوضع الإنساني. في عام 1992، أصدرت الحكومة البرتغالية بقيادة رئيس الوزراء أنبيال كافكو سيلفا أمراً بإزالة رواية الإنجيل يرويه المسيح من القائمة القصيرة لجائزة Aristeion Prize، زاعمين أنها مسيئة دينياً. بعدما شعر باليأس بسبب هذة الرقابة السياسية على أعماله، عاش ساراماغو في المنفى في الجزيرة الأسبانية لانزاروت (جزر الكناري)، وبقي فيها حتى وفاته عام 2010.

كان ساراماغو أحد الأعضاء المؤسسين للجبهة الوطنية للدفاع عن الثقافة في لشبونة في عام 1992، وأسس بمشاركة أورهان باموك، برلمان الكُتاب الأوروبي (EWP).

صدر له مؤخرًا في عام 2018 كتاب "دفتر سنة نوبل" وجاء ذلك استلامه للجائزة ب 20 عامًا، حيث ترك مخطوطته في يد زوجته بعد وفاته.

روايته المفقوده
أعلنت مؤسسة جوزيه ساراماغو في شهر أكتوبر من عام 2011 عن نشر مايسمى "الرواية المفقودة" بعنوان المنور (Claraboia بالبرتغالية). وقد كتبت في الخمسينات وظلت مدفونة في أرشيف أحد الناشرين الذين تم إرسال المخطوطة الأصلية إليه. ساراماغو لم يذكر هذا العمل حتى وفاته. تم ترجمة هذا العمل لعدة لغات.

أسلوبه وموضوعاته

ساراماغو في مسرح جورج إلييسير غايتان في بوغوتا عام 2007
اسلوب ساراماغو التجريبي كان غالباً مايتميز بالجمل الطويلة، والتي قد تتجاوز في بعض الأحيان الصفحة الكاملة. أستخدم نظام الفترات الزمنية بقلة، وأختار بدلاً من ذلك دفقاً من الفقرات المسترسلة غيرالمقيدة تصل مابينها علامة الفاصلة. الكثير من الفقرات في كتاباته كانت تمتد لصفحات دون أي توقف لإجراء إي حوار، ( والتي كان ساراماغو يفضل أن لا يضعها بين علامتي تنصيص)؛ عندما يتغير المتحدث في أحد أعماله، يقوم ساراماغو بكتابة الحرف الإستهلالي بخط كبير إشارةً لبدء فقرةٍ جديدةٍ يكون المتحدث فيها مختلفاً. في أعماله كثيراً ماتتم الإشارة لمؤلفاته الأخرى. في رواية العمى ، تخلى ساراماغو عن استخدام الإسماء تماماً، وبدلاً من ذلك كان يشير لكل شخصية عن طريق ذكر بعض صفاتها الفريدة أو المميزةٍ لها، كمثال على أسلوب ساراماغو الذي كان يركز بشدة على موضوعات الهويةٍ والغايةٍ في كل أعماله.

روايات ساراماغو عادة ماتطرح سيناريوهات مدهشة. في روايته التي ألفها عام 1986 ''الطوف الحجري''، فإن شبه الجزيرة الإيبرية تنفصل عن بقية أوروبا وتُبحر في المحيط الإطلسي. وفي رواية ''العمى'' التي ألفها عام 1995، نجد دولة بكاملها لانعلم أسمها تُصاب بوباء غامض العمى الأبيض. أما رواية ''سنة موت ريكاردو ريس''التي ظهرت عام 1984 (فازت بجائزة PEN وجائزة Independent لفئة الروايات الأجنبية )، أبدال أدبية للكاتب والشاعر فرناندو بيسوا تلتقي بالشاعر وتحاوره عاما كاملاً رغم كون الشاعر نفسه ميتاً. بالإضافة لذلك، فإن روايته ''إنقطاعات الموت'' تجري أحداثها في بلد ينقطع الموت فجأة عن كل قاطنيه، لنرى التبعات الروحية والسياسية المترتبة على هذا الأمر، على الرغم من كون الرواية تنتقل من المنظور الكلي أو الإجمالي للمنظور الشخصي.

يطرح ساراماغو موضوعات جادة ويتعاطف مع الوضع الإنساني والعزلة الناتجة من حياة المدن الحديثة. الشخصيات في أعماله تعاني في حاجتها للتواصل مع الآخرين وتكوين العلاقات والترابط كمجتمع واحد، وأيضاً مع حاجتهم للإستقلالية، وإيجاد الغاية والكرامة خارج البنى السياسية والاقتصادية.

عندما طُلب منه أن يصف طقوسه اليومية في الكتابة في عام 2009، أجاب ساراماغو "أكتب صفحتين. ثم أقرأ وأقرأ وأقرأ."

حياته الشخصية

كان ساراماغو ملحداً. أعتقد الكثير من الناس أنه كان معاديا بشكل كامل للدين في مؤلفاته. وجهت له الكنيسة الكاثوليكية الكثير من النقد في مناسبات كثيرة بسبب محتوى بعض رواياته، وعلى الأخص الأنجيل يرويه المسيح و قايين، حيث أستخدم الأسلوب التهكمي الساخر واقتباسات من الكتاب المقدس لإظهار شخصية الإله بطريقة هزلية ومشوهة. أنتقدت الحكومة البرتغالية روايته المنشورة عام 1991 O Evangelho Segundo Jesus Cristo الإنجيل يرويه المسيح وشطبت أسم الكاتب من قائمة المرشحين لجائزة الأدب الأوروبي، مدعين أن هذا العمل الإلحادي أساء لمعتقدات الكاثوليكية البرتغالية. الكتاب يصور المسيح والذي هو عرضة للرغبات البشرية، بأنه يعيش مع مريم المجدلية ويحاول التراجع عن عملية صُلبه. في أعقاب قرار الأكاديمية السويدية بتقديم جائزة نوبل في الأدب لساراماغو، شكك الفاتيكان في القرار لأسباب سياسية، على الرغم من عدم تعليقهم على المحتوى الأدبي أو الجمالي في أعمال ساراماغو. رد ساراماغو بقوله: " إن الفاتيكان يمكن ترويعه بسهولة، خاصة من الناس المتواجدون بالخارج. وعليهم أن يركزوا على صلواتهم ويتركوا الناس بسلام. أنا أحترم أولئك الذين يؤمنون، لكن ليس لدي أدنى أحترام لهذه المؤسسة."

كان ساراماغو من أنصار الفوضوية الشيوعية، وعضواً في الحزب الشيوعي البرتغالي. وعلى هذا الأساس كان ممثلاً للشبونه في الانتخابات المحلية عام 1989 في قائمة الائتلاف. وأُنتخب لرئاسة المجلس البلدي في لشبونة. كان ساراماغو أيضا مرشحاً من وحدة التحالف الديمقراطي في كل انتخابات البرلمان الأوروبي من عام 1989 حتى 2009، على الرغم من أن احتمالية انتخابه كانت غير ممكنه في كثير من الأحيان. كان ينتقد الاتحاد الأوروبي (EU) وسياسات صندوق النقد الدولي (IMF). كثير من أعمال ساراماغو تُعرف بكونها تحوي نقداً سياسياً بطريقة غامضة، ولكن في المفكرة عبر ساراماغو عن معتقداته السياسية بشكل أوضح. هذا الكتاب الذي كُتب من وجهة نظر ماركسية، عبارة عن مجموعة مقالات من مدونته والتي كُتبت في الفترة الممتدة من سبتمبر 2008 إلى أغسطس 2009. وفقاً لصحيفة الإندبندنت، "يهدف ساراماغو إلى اقتحام شبكة 'الأكاذيب المنظمة' التي تحيط بالبشرية، وإقناع القراء من خلال تقديم آرائه في سلسلة لا هوادة فيها وبشكل مُبسط، وتوجية ضربات قاضية لهذه الأكاذيب." مواقفه السياسية أدت لمقارنته بالكاتب جورج أورويل: "عداء أورويل للإمبراطورية البريطانية يسير بمحاذاة حملات ساراماغو ضد الإمبراطورية المتمثلة في العولمة." في حديثه لصحيفة ذا أوبزرفر في عام 2006 صرح بأن " الرسام يرسم، المُوسيقي يؤلف موسيقى، الروائي يكتب روايات. لكنني أعتقد أننا جميعاً نترك أثراً أو انطباع، وذلك ليس عائداً لطبيعة كوننا فنانين، ولكن بسبب كوننا مواطنين. كمواطنين، يتوجب علينا التفاعل والمشاركة، لإن المواطن هو من يغير الأوضاع. لاأستطيع تخيل نفسي خارج أي نوع من المشاركات السياسية أو الاجتماعية."

خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، واثناء زيارته لمدينة رام الله في شهر مارس لعام 2002، قال ساراماغو: "مايحدث في فلسطين هو جريمة من نفس طراز ماحدث في معسكر أوشفيتز...أحساساً بالحصانة يحيط بالشعب الإسرائيلي وجيوشه. لقد تحولوا إلى أشخاص منتفعين من الهولوكوست (المحرقة)." أحتج بعض النقاد على هذه الكلمات وأعتبروها معاداة للسامية. بعد مرور ستة أشهر، أوضح ساراماغو. "المزعج في تصريحي ليس أنني أدنت ماتقوم به السلطات الإسرائيلية، وأرتكابها لجرائم حرب - فلقد أعتادوا على مثل هذه التصريحات. مايزعجهم حقاً هي كلمات محددة لايستطيعون تحملها. وبما أن ذكرت 'أوشفيتز'... ولاحظوا جيداً، بأنني لم أقل أن رام الله تشبه أوشفيتز، لإن ذلك سيكون شيء سخيفاً. ماقلته أن روح أوشفيتز كانت حاضرة في رام الله. كنا ثمانية كُتاب. جميعهم أدلوا بتصريحات تُدين أسرائيل، وولي سوينكا، برايتن بريتنباخ، فينشينسو كونسلو وآخرون. لم ينزعج الإسرائيلين من هولاء. ولكن حقيقة أني وضعت أصبعاً على جرح أوشفيتز جعلهم يقفزون."

خلال حرب لبنان 2006، إنضم ساراماغو إلى كلا من طارق علي، جون بيرغر, نعوم تشومسكي وآخرون في إدانة ماوصفوه بأنه "عمليات عسكرية طويلة الأمد، وممارسات اقتصادية وجغرافية لاتهدف إلا لتصفية الأمة الفلسطينية بشكل سياسي"

كما أنه كان أحد مؤيدي الفيدرالية الليبرالية في مؤتمر صحفي عام 2008 والخاص بتصوير فيلم العمى تساءل في إشارة إلى الركود الإقتصادي عام 2008، " أين كانت كل تلك الأموال التي تدفقت على الأسواق؟ بشكل مقنن ودقيق؛ وفجأة ظهرت لكي تقوم بإنقاذ ماذا؟ حياة البشر ؟ لا، بل البنوك."، وأضاف قائلاً، "كان ماركس محقاً" كما أنه توقع "أن الأسوء لم يحدث بعد."

الجوائز والأوسمة
1995 - جائزة كاميوس
1998 - جائزة نوبل في الآداب
2004 - جائزة أمريكا
2009 - جائزة ساو باولو للآداب - القائمة المختصرة لفئة أفضل كتاب في السنة عن رواية مسيرة الفيل A Viagem do Elefante.
جائزة نوبل للآداب عام 1998
قامت الأكاديمية السويدية باختيار ساراماغو للحصول على جائزة نوبل للآداب . وجاء الإعلان بشكل مفاجيء له ولرئيس تحريره، لإنه كان على وشك السفر إلى ألمانيا لحضور معرض فرانكفورت للكتاب، أشادت لجنة نوبل " بالأمُثولات والحكايا الرمزية التي تفرضها مخيلته، بالإضافة للتعاطف والسخرية في أعماله"، بالإضافة لإتباعه "الأسلوب التشكيكي الحديث " فيما يتعلق بالحقائق الرسمية.

مؤسسة جوزية ساراماغو
أسسها جوزية ساراماغو في يونيو 2007، وذلك بهدف حماية ونشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتعزيز الثقافة في البرتغال مثل الدول الأخرى، وأيضاً حماية البيئة. تقع مؤسسة ساراماغو في المبنى التاريخي Casa dos Bicos في مدينة لشبونة.



الذكريات الصغيرة هى السيرة الذاتية لساراماجو التى يتناول فيها فترة الطفولة فقط. إنها الذكريات التى مرت به ونقشت آثارها فى وجدانه فأسهمت فى بناء اللبنات الأولى فى شخصية الطفل الصغير الذى صار بعد ذلك واحدا من أهم كتاب العالم. يقول ساراماجو عن "الذكريات الصغيرة" : "هذا الكتاب يحكى عن الطفل الذى كنته كأفضل وسيلة لأفهم نفسى.

وبالرغم أن هناك من يعتقد أن السنوات الأولى من حياتنا -سنوات البراءة- هى فترة نعيشها وننساها فأنا أعتقد عكس ذلك تماما.

“هذا الكتاب يحكى عن الطفل الذى كنته كأفضل وسيلة لأفهم نفسى. وبالرغم أن هناك من يعتقد أن السنوات الأولى من حياتنا -سنوات البراءة- هى فترة نعيشها وننساها فأنا أعتقد عكس ذلك تماماو يعطى الكتاب فكرة واضحة بما فيه الكفاية عن حياة الطفل الصغير الذى يملك زمام امره.

الذكريات الصغيرة هى السيرة الذاتية لساراماجو التى يتناول فيها فترة الطفولة فقط. إنها الذكريات التى مرت به ونقشت آثارها فى وجدانه فأسهمت فى بناءاللبنات الأولى فى شخصية الطفل الصغير الذى صار بعد ذلك واحدا من أهم كتاب العالم. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

جوزيه دي سوزا ساراماغو (بالبرتغالية José de Sousa Saramago)‏ (16 نوفمبر 1922 - 18 يونيو 2010) روائي برتغالي حائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب أدبي ومسرحي وصحفي. مؤلفاته التي يمكن اعتبار بعضها أمثولات، تستعرض عادة أحداثاً تاريخية من وجهة نظر مختلفة تركز على العنصر الإنساني. هارولد بلوم وصف ساراماغو بأنه " أعظم الروائيين الموجودين على قيد الحياة" وأعتبره " جزء هام ومؤثر في تشكيل أساسيات الثقافة الغربية المرجعية الأدبية الغربية"، بينما أشاد جميس وود " باللهجة الفريدة في أعماله حيث أنه يروي رواياته كما لو أنه شخص حكيم وجاهل في الوقت نفسه".

بيعت أكثر من ميلوني نسخة من أعمال ساراماغو في البرتغال وحدها وتمت ترجمة أعماله إلى 25 لغة. وبما أنه كان أحد مؤيدي الشيوعية اللاسلطوية، فإنه كان عرضة للنقد من قِبل بعض المؤسسات مثل الكنيسة الكاثوليكية، الإتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، والتي عارضهم ساراماغو في كثير من القضايا. كان ملحداً ويرى أن الحب يعتبر وسيلة لتحسين الوضع الإنساني. في عام 1992، أصدرت الحكومة البرتغالية بقيادة رئيس الوزراء أنبيال كافكو سيلفا أمراً بإزالة رواية الإنجيل يرويه المسيح من القائمة القصيرة لجائزة Aristeion Prize، زاعمين أنها مسيئة دينياً. بعدما شعر باليأس بسبب هذة الرقابة السياسية على أعماله، عاش ساراماغو في المنفى في الجزيرة الأسبانية لانزاروت (جزر الكناري)، وبقي فيها حتى وفاته عام 2010.

كان ساراماغو أحد الأعضاء المؤسسين للجبهة الوطنية للدفاع عن الثقافة في لشبونة في عام 1992، وأسس بمشاركة أورهان باموك، برلمان الكُتاب الأوروبي (EWP).

صدر له مؤخرًا في عام 2018 كتاب "دفتر سنة نوبل" وجاء ذلك استلامه للجائزة ب 20 عامًا، حيث ترك مخطوطته في يد زوجته بعد وفاته.

روايته المفقوده
أعلنت مؤسسة جوزيه ساراماغو في شهر أكتوبر من عام 2011 عن نشر مايسمى "الرواية المفقودة" بعنوان المنور (Claraboia بالبرتغالية). وقد كتبت في الخمسينات وظلت مدفونة في أرشيف أحد الناشرين الذين تم إرسال المخطوطة الأصلية إليه. ساراماغو لم يذكر هذا العمل حتى وفاته. تم ترجمة هذا العمل لعدة لغات.

أسلوبه وموضوعاته

ساراماغو في مسرح جورج إلييسير غايتان في بوغوتا عام 2007
اسلوب ساراماغو التجريبي كان غالباً مايتميز بالجمل الطويلة، والتي قد تتجاوز في بعض الأحيان الصفحة الكاملة. أستخدم نظام الفترات الزمنية بقلة، وأختار بدلاً من ذلك دفقاً من الفقرات المسترسلة غيرالمقيدة تصل مابينها علامة الفاصلة. الكثير من الفقرات في كتاباته كانت تمتد لصفحات دون أي توقف لإجراء إي حوار، ( والتي كان ساراماغو يفضل أن لا يضعها بين علامتي تنصيص)؛ عندما يتغير المتحدث في أحد أعماله، يقوم ساراماغو بكتابة الحرف الإستهلالي بخط كبير إشارةً لبدء فقرةٍ جديدةٍ يكون المتحدث فيها مختلفاً. في أعماله كثيراً ماتتم الإشارة لمؤلفاته الأخرى. في رواية العمى ، تخلى ساراماغو عن استخدام الإسماء تماماً، وبدلاً من ذلك كان يشير لكل شخصية عن طريق ذكر بعض صفاتها الفريدة أو المميزةٍ لها، كمثال على أسلوب ساراماغو الذي كان يركز بشدة على موضوعات الهويةٍ والغايةٍ في كل أعماله.

روايات ساراماغو عادة ماتطرح سيناريوهات مدهشة. في روايته التي ألفها عام 1986 ''الطوف الحجري''، فإن شبه الجزيرة الإيبرية تنفصل عن بقية أوروبا وتُبحر في المحيط الإطلسي. وفي رواية ''العمى'' التي ألفها عام 1995، نجد دولة بكاملها لانعلم أسمها تُصاب بوباء غامض العمى الأبيض. أما رواية ''سنة موت ريكاردو ريس''التي ظهرت عام 1984 (فازت بجائزة PEN وجائزة Independent لفئة الروايات الأجنبية )، أبدال أدبية   للكاتب والشاعر فرناندو بيسوا تلتقي بالشاعر وتحاوره عاما كاملاً رغم كون الشاعر نفسه ميتاً. بالإضافة لذلك، فإن روايته ''إنقطاعات الموت'' تجري أحداثها في بلد ينقطع الموت فجأة عن كل قاطنيه، لنرى التبعات الروحية والسياسية المترتبة على هذا الأمر، على الرغم من كون الرواية تنتقل من المنظور الكلي أو الإجمالي للمنظور الشخصي.

يطرح ساراماغو موضوعات جادة ويتعاطف مع الوضع الإنساني والعزلة الناتجة من حياة المدن الحديثة. الشخصيات في أعماله تعاني في حاجتها للتواصل مع الآخرين وتكوين العلاقات والترابط كمجتمع واحد، وأيضاً مع حاجتهم للإستقلالية، وإيجاد الغاية والكرامة خارج البنى السياسية والاقتصادية.

عندما طُلب منه أن يصف طقوسه اليومية في الكتابة في عام 2009، أجاب ساراماغو "أكتب صفحتين. ثم أقرأ وأقرأ وأقرأ." 

حياته الشخصية

ساراماغو في رسمة للبرتغالي كارلوس بوتيلو
كان ساراماغو ملحداً. أعتقد الكثير من الناس أنه كان معاديا بشكل كامل للدين في مؤلفاته. وجهت له الكنيسة الكاثوليكية الكثير من النقد في مناسبات كثيرة بسبب محتوى بعض رواياته، وعلى الأخص الأنجيل يرويه المسيح و قايين، حيث أستخدم الأسلوب التهكمي الساخر واقتباسات من الكتاب المقدس لإظهار شخصية الإله بطريقة هزلية ومشوهة. أنتقدت الحكومة البرتغالية روايته المنشورة عام 1991 O Evangelho Segundo Jesus Cristo الإنجيل يرويه المسيح وشطبت أسم الكاتب من قائمة المرشحين لجائزة الأدب الأوروبي، مدعين أن هذا العمل الإلحادي أساء لمعتقدات الكاثوليكية البرتغالية. الكتاب يصور المسيح والذي هو عرضة للرغبات البشرية، بأنه يعيش مع مريم المجدلية ويحاول التراجع عن عملية صُلبه. في أعقاب قرار الأكاديمية السويدية بتقديم جائزة نوبل في الأدب لساراماغو، شكك الفاتيكان في القرار لأسباب سياسية، على الرغم من عدم تعليقهم على المحتوى الأدبي أو الجمالي في أعمال ساراماغو. رد ساراماغو بقوله: " إن الفاتيكان يمكن ترويعه بسهولة، خاصة من الناس المتواجدون بالخارج. وعليهم أن يركزوا على صلواتهم ويتركوا الناس بسلام. أنا أحترم أولئك الذين يؤمنون، لكن ليس لدي أدنى أحترام لهذه المؤسسة."

كان ساراماغو من أنصار الفوضوية الشيوعية، وعضواً في الحزب الشيوعي البرتغالي. وعلى هذا الأساس كان ممثلاً للشبونه في الانتخابات المحلية عام 1989 في قائمة الائتلاف. وأُنتخب لرئاسة المجلس البلدي في لشبونة. كان ساراماغو أيضا مرشحاً من وحدة التحالف الديمقراطي في كل انتخابات البرلمان الأوروبي من عام 1989 حتى 2009، على الرغم من أن احتمالية انتخابه كانت غير ممكنه في كثير من الأحيان. كان ينتقد الاتحاد الأوروبي (EU) وسياسات صندوق النقد الدولي (IMF). كثير من أعمال ساراماغو تُعرف بكونها تحوي نقداً سياسياً بطريقة غامضة، ولكن في المفكرة عبر ساراماغو عن معتقداته السياسية بشكل أوضح. هذا الكتاب الذي كُتب من وجهة نظر ماركسية، عبارة عن مجموعة مقالات من مدونته والتي كُتبت في الفترة الممتدة من سبتمبر 2008 إلى أغسطس 2009. وفقاً لصحيفة الإندبندنت، "يهدف ساراماغو إلى اقتحام شبكة 'الأكاذيب المنظمة' التي تحيط بالبشرية، وإقناع القراء من خلال تقديم آرائه في سلسلة لا هوادة فيها وبشكل مُبسط، وتوجية ضربات قاضية لهذه الأكاذيب."  مواقفه السياسية أدت لمقارنته بالكاتب جورج أورويل: "عداء أورويل للإمبراطورية البريطانية يسير بمحاذاة حملات ساراماغو ضد الإمبراطورية المتمثلة في العولمة." في حديثه لصحيفة ذا أوبزرفر في عام 2006 صرح بأن " الرسام يرسم، المُوسيقي يؤلف موسيقى، الروائي يكتب روايات. لكنني أعتقد أننا جميعاً نترك أثراً أو انطباع، وذلك ليس عائداً لطبيعة كوننا فنانين، ولكن بسبب كوننا مواطنين. كمواطنين، يتوجب علينا التفاعل والمشاركة، لإن المواطن هو من يغير الأوضاع. لاأستطيع تخيل نفسي خارج أي نوع من المشاركات السياسية أو الاجتماعية."

خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، واثناء زيارته لمدينة رام الله في شهر مارس لعام 2002، قال ساراماغو: "مايحدث في فلسطين هو جريمة من نفس طراز ماحدث في معسكر أوشفيتز...أحساساً بالحصانة يحيط بالشعب الإسرائيلي وجيوشه. لقد تحولوا إلى أشخاص منتفعين من الهولوكوست (المحرقة)."  أحتج بعض النقاد على هذه الكلمات وأعتبروها معاداة للسامية. بعد مرور ستة أشهر، أوضح ساراماغو. "المزعج في تصريحي ليس أنني أدنت ماتقوم به السلطات الإسرائيلية، وأرتكابها لجرائم حرب - فلقد أعتادوا على مثل هذه التصريحات. مايزعجهم حقاً هي كلمات محددة لايستطيعون تحملها. وبما أن ذكرت 'أوشفيتز'... ولاحظوا جيداً، بأنني لم أقل أن رام الله تشبه أوشفيتز، لإن ذلك سيكون شيء سخيفاً. ماقلته أن روح أوشفيتز كانت حاضرة في رام الله. كنا ثمانية كُتاب. جميعهم أدلوا بتصريحات تُدين أسرائيل، وولي سوينكا، برايتن بريتنباخ، فينشينسو كونسلو وآخرون. لم ينزعج الإسرائيلين من هولاء. ولكن حقيقة أني وضعت أصبعاً على جرح أوشفيتز جعلهم يقفزون." 

خلال حرب لبنان 2006، إنضم ساراماغو إلى كلا من طارق علي، جون بيرغر, نعوم تشومسكي وآخرون في إدانة ماوصفوه بأنه "عمليات عسكرية طويلة الأمد، وممارسات اقتصادية وجغرافية لاتهدف إلا لتصفية الأمة الفلسطينية بشكل سياسي"

كما أنه كان أحد مؤيدي الفيدرالية الليبرالية في مؤتمر صحفي عام 2008 والخاص بتصوير فيلم العمى تساءل في إشارة إلى الركود الإقتصادي عام 2008، " أين كانت كل تلك الأموال التي تدفقت على الأسواق؟ بشكل مقنن ودقيق؛ وفجأة ظهرت لكي تقوم بإنقاذ ماذا؟ حياة البشر ؟ لا، بل البنوك."، وأضاف قائلاً، "كان ماركس محقاً" كما أنه توقع "أن الأسوء لم يحدث بعد." 

الجوائز والأوسمة
1995 - جائزة كاميوس
1998 - جائزة نوبل في الآداب
2004 - جائزة أمريكا  
2009 - جائزة ساو باولو للآداب - القائمة المختصرة لفئة أفضل كتاب في السنة عن رواية مسيرة الفيل A Viagem do Elefante.
جائزة نوبل للآداب عام 1998
قامت الأكاديمية السويدية باختيار ساراماغو للحصول على جائزة نوبل للآداب . وجاء الإعلان بشكل مفاجيء له ولرئيس تحريره، لإنه كان على وشك السفر إلى ألمانيا لحضور معرض فرانكفورت للكتاب، أشادت لجنة نوبل " بالأمُثولات والحكايا الرمزية التي تفرضها مخيلته، بالإضافة للتعاطف والسخرية في أعماله"، بالإضافة لإتباعه "الأسلوب التشكيكي الحديث " فيما يتعلق بالحقائق الرسمية.

مؤسسة جوزية ساراماغو
أسسها جوزية ساراماغو في يونيو 2007، وذلك بهدف حماية ونشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتعزيز الثقافة في البرتغال مثل الدول الأخرى، وأيضاً حماية البيئة. تقع مؤسسة ساراماغو في المبنى التاريخي Casa dos Bicos في مدينة لشبونة.

الذكريات الصغيرة هى السيرة الذاتية لساراماجو التى يتناول فيها فترة الطفولة فقط. إنها الذكريات التى مرت به ونقشت آثارها فى وجدانه فأسهمت فى بناء اللبنات الأولى فى شخصية الطفل الصغير الذى صار بعد ذلك واحدا من أهم كتاب العالم. يقول ساراماجو عن "الذكريات الصغيرة" : "هذا الكتاب يحكى عن الطفل الذى كنته كأفضل وسيلة لأفهم نفسى. 

وبالرغم أن هناك من يعتقد أن السنوات الأولى من حياتنا -سنوات البراءة- هى فترة نعيشها وننساها فأنا أعتقد عكس ذلك تماما.

“هذا الكتاب يحكى عن الطفل الذى كنته كأفضل وسيلة لأفهم نفسى. وبالرغم أن هناك من يعتقد أن السنوات الأولى من حياتنا -سنوات البراءة- هى فترة نعيشها وننساها فأنا أعتقد عكس ذلك تماماو يعطى الكتاب فكرة واضحة بما فيه الكفاية عن حياة الطفل الصغير الذى يملك زمام امره.

الذكريات الصغيرة هى السيرة الذاتية لساراماجو التى يتناول فيها فترة الطفولة فقط. إنها الذكريات التى مرت به ونقشت آثارها فى وجدانه فأسهمت فى بناءاللبنات الأولى فى شخصية الطفل الصغير الذى صار بعد ذلك واحدا من أهم كتاب العالم.



سنة النشر : 2008م / 1429هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 2.7 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة الذكريات الصغيرة

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل الذكريات الصغيرة
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
جوزيه ساراماغو - Jose Saramago

كتب جوزيه ساراماغو ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ العمى ل جوزيه ساراماغو ❝ ❞ رواية الكهف ❝ ❞ انقطاعات الموت ❝ ❞ مسيرة الفيل ❝ ❞ الرسم والخط ❝ ❞ قصة حصار لشبونة ❝ ❞ كل الأسماء ❝ ❞ سنة موت ريكاردو ريس ❝ ❞ الطوف الحجري ❝ الناشرين : ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ المدى للإعلام والثقافة والفنون ❝ ❞ هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ❝ ❞ مسكيلياني للنشر والتوزيع ❝ ❞ طوى للثقافة والنشر والإعلام ❝ ❱. المزيد..

كتب جوزيه ساراماغو
الناشر:
الهيئة المصرية العامة للكتاب
كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ مزرعة الحيوان ❝ ❞ الموجز في التحليل النفسي ❝ ❞ روميو وجولييت ❝ ❞ بدائع الزهور فى وقائع الدهور ج1 ❝ ❞ مذكرات الجمسي ❝ ❞ المعجم الوجيز هيروغليفي-عربي ❝ ❞ مذكرات الجسمي ❝ ❞ أفكار وأراء ❝ ❞ رواية الكهف ❝ ❞ قادة مصر الفرعونية- حتشبسوت ❝ ❱.المزيد.. كتب الهيئة المصرية العامة للكتاب