كتاب الرأى العام والدعاية وحرية الصحافة

عندما أصدرت هذا الكتاب في عام 1957 قلت في ختامه عند حديثي عن «حرية الصحافة»: «ولهذا فإنه مما يساعد على تحسين العلاقات بين الشعوب وتخفيف حدة التوتر العالمي وحفظ الأمن والسلام العالمي القضاء على ظاهرة التركيز والاحتكار في الصحافة، والعمل على تفتيت «الملكيات الكبيرة المتضخمة» في هذا الميدان الهام من ميادين الحياة القومية والعالمية، مع الإكثار من «الملكيات الصحفية الصغيرة» فإن الخطر الكامن في سوء توزيع «الثروة الصحفية» أشد من خطر سوء توزيع الثروة الزراعية في البلد الزراعي. وصفوة القول إن الصحافة في حاجة إلى «إصلاح صحفي» كالإصلاح الزراعي، يتناول تطهير ميدان الصحافة من العناصر الفاسدة المفسدة، ويقضي على «الإقطاع الصحفي» و«الصحف والمجلات الصفراء» قضاء مبرمًا، ويحطم الشركات الصحفية الكبرى ويعمل على الإكثار من الدور الصحفية الصغيرة حتى يتمكن الشعب كله من الإفصاح عن ميوله وآرائه، وينشط النقاش بين الأفراد والجماعات؛ فبواسطة هذا النقاش فقط يمكن تكوين أفضل نوع من «الرأي العام» في ظل «النظام الديموقراطي». وكم كنت سعيدًا حينما تحقق لصحافتنا العربية- بعد صدور كتابي بثلاث سنوات- بعض ما تمنيته لها– تمكينًا للديموقراطية– وذلك بصدور «قانون تنظيم الصحافة» في مايو سنة 1960 الذي ملك الدور الصحفية الكبرى في بلادنا للشعب ممثلًا في «الاتحاد القومي» الذي حل «الاتحاد الاشتراكي العربي» محله الآن في ظل التنظيم السياسي الجديد. وفي اجتماع السيد الرئيس جمال عبد الناصر بأعضاء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية ورؤساء تحرير الصحف الذي عقد غداة تنظيم الصحافة، بين لهم سيادة الرئيس النهج القويم الذي يجب أن تسير عليه الصحافة، فتبتعد عن الإثارة والحياة الشخصية للأفراد، وتكون أداة للنقد البناء والتوجيه والإرشاد للحكومة والرأي العام على السواء. وقال السيد الرئيس إننا لا نريد تسبيحًا، لأن الثورة قد رسخت أقدامها وليست في حاجة إلى مديح، وإنما نريد نقدًا بناء لأعمالنا، وبحثًا لمشاكل المجتمع، وحلولًا لهذه المشاكل. كما نبه سيادته إلى ضرورة العناية بحياة الطبقة العاملة من الفلاحين والعمال في الريف والمصانع، فهؤلاء هم الشعب الذي قامت الثورة من أجله. ولم يعد- في عهد الثورة- لأي فرد كائنًا من كان، أو أية هيئة كائنة من كانت- أن تستغل الصحافة لمصلحة ذاتية. ولم تعد الصحافة مسخرة للإعلان والمعلنين لتحقيق أهوائهم أو سيطرتهم عليها، أو الإغضاء من إضرارهم بمصلحة الشعب أو الوطن. أجل لقد تحررت الصحافة من كل سيطرة، ولم يعد للدول الاستعمارية وعملائها أية قدرة على رشوة الصحافة الوطنية، أو استغلالها للدعاية للمشروعات الاستعمارية أو الاستغلالية.
حسنين عبد القادر - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ الرأى العام والدعاية وحرية الصحافة ❝ ❞ إدارة الصحف ❝ ❞ الجرائم الصحفية ❝ ❞ الصحافة كمصدر للتاريخ ❝ ❞ أصول العلاقات العامة ❝ الناشرين : ❞ ديوان إيناس عبد القادر للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب الإعلام والصحافة - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.