جدارية محمود درويش من دواوين شعر
هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ
من خُطَايَ وسائلي المنويَّ... لي
ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي. ولي
شَبَحي وصاحبُهُ. وآنيةُ النحاس
وآيةُ الكرسيّ، والمفتاحُ لي
والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي
لِيَ حَدْوَةُ الفَرَسِ التي
طارت عن الأَسوار... لي
ما كان لي. وقصاصَةُ الوَرَقِ التي
انتُزِعَتْ من الإنجيل لي
والمْلحُ من أَثر الدموع على
جدار البيت لي...
واسمي، وإن أخطأتُ لَفْظَ اسمي
بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي:
ميمُ/ المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى
حاءُ/ الحديقةُ والحبيبةُ، حيرتانِ وحسرتان
ميمُ/ المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته
الموعود منفيّاً، مريضَ المُشْتَهَى
واو/ الوداعُ، الوردةُ الوسطى،
ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ، وَوَعْدُ الوالدين
دال/ الدليلُ، الدربُ، دمعةُ
دارةٍ دَرَسَتْ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني
وهذا الاسمُ لي...
ولأصدقائي، أينما كانوا، ولي
جَسَدي المُؤَقَّتُ، حاضراً أم غائباً...
مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن...
لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً...
والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ،
يشربني على مَهَلٍ، ولي
ما كان لي: أَمسي، وما سيكون لي
غَدِيَ البعيدُ، وعودة الروح الشريدِ
كأنَّ شيئاً لم يَكُنْ
وكأنَّ شيئاً لم يكن
جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ...
والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ
ومن أَبطالِهِ...
يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ...
هذا البحرُ لي
هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
واسمي ـ
وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت ـ
لي.
أما أنا ـ وقد امتلأتُ
بكُلِّ أسباب الرحيل ـ
فلستُ لي.
أنا لَستُ لي
أَنا لَستُ لي...
سأَحلُمُ ، لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي .
بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر
الجفاف العاطفيِّ . حفظتُ قلبي كُلَّهُ
عن ظهر قلبٍ : لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً
ومُدَلّلاً . تَكْفيهِ حَبَّةُ ” أَسبرين ” لكي
يلينَ ويستكينَ . كأنَّهُ جاري الغريبُ
ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ . فالقلب
يَصْدَأُ كالحديدِ ، فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ
ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ ،
ولا يرنُّ ّكعشب آبَ من الجفافِ .
...
قال لي : أَنتَ السجينُ ، سجينُ. نفسِكَ والحنينِ . ومَنْ تراهُ الآن. ليس أَنا . أَنا شَبَحي. فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي : أَنا حيٌّ. وقلتُ : إذا التقى شَبَحانِ. في الصحراء ، هل يتقاسمانِ الرملَ
أم يتنافسان على احتكار الليل .
...
وأُريدُ أُن أُحيا …
فلي عَمَلٌ على ظهر السفينة . لا
لأُنقذ طائراً من جوعنا أَو من
دُوَارِ البحر ، بل لأُشاهِدَ الطُوفانَ
عن كَثَبٍ : وماذا بعد ؟ ماذا
يفعَلُ الناجونَ بالأرض العتيقة ؟
هل يُعيدونَ الحكايةَ ؟ ما البدايةُ ؟
ما النهايةُ ؟ لم يعد أَحَدٌ من
الموتى ليخبرنا الحقيقة … /
...
ولا تضعوا على قبرى البنفسج
فهو زهر المحبطين
يُذكر الموتى بموت الحب قبل اوانه
جدارية محمود درويش
جدارية محمود درويش pdf
شرح جدارية محمود درويش
لم نفترق لكننا لن نلتقي ابدا - محمود درويش
جدارية محمود درويش mp3
انا لست لي محمود درويش كلمات
جدارية محمود درويش في ظل الكلام
جدارية محمود درويش سأحلم
قصيدة محمود درويش لم نفترق لكننا لن نلتقي ابدا
الشعر- الشعراء- قصائد-الشعر-الشعر- الادب-الادباء- ديوان الشعر- دواووين الشعر-فنون ادبية-الشعر العربى